تقدم لي شاب لدى أخواته إعاقات عقلية.. هل أقبل به؟

2024-05-02 02:06:42 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.

تقدم لي شاب عمره ٣٠ سنة، يصلي وسمعته جيدة، ولا يملك منزلًا، وراتبه قليل.

في البداية شعرت بالارتياح له، ولكن بعد ذلك لم أحس بذلك أبدًا، أول ذلك بسبب أن لديه أخوات لديهنَّ إعاقات عقلية، وأخ لديه صعوبات في النطق.

أنا لم أشعر بالراحة أبدًا بعد معرفتي لهذا الشيء، وذلك خوفًا من أن يكون الخاطب لديه مرض وراثي ناقل من أبويه؛ لأنهم أولاد عم.

ذهبت لطبيب للاستشارة، فقال لي لا تستهيني بالأمر، بل يجب على الخاطب إجراء تحاليل؛ للتأكد من أن الطفرة الجينية التي يحملها غير موجودة عند أخواته، ولكن سعر هذا التحليل مكلف، وأنا قلقة جدًّا بخصوص هذا الموضوع، وأخاف أن أنجب طفلًا لديه إعاقة، وأخاف من تأثير أخواته على حالتي النفسية في المستقبل؛ لأنهم بحاجة إلى عناية خاصة.

لا زال الشعور موجودًا في نفس الوقت، ولا أشعر بأن الخاطب ناضج فكريًّا وعقليًّا أو متكلمًا، وأشعر دائمًا أنه يجب علي أن أشرح له كل شيء في أي موضوع، وأنا لا أعلم ماذا أفعل؟ هل أوافق عليه أم لا؛ لأني أخاف من الندم إذا رفضته ولم يتقدم لي شاب ذو خلق مثله، وأندم إن أكملت معه؛ ولأني في البداية شعرت بالميول تجاهه، ولكن بعد ذلك لا أعلم ماذا حل بي، وكأن صوتًا من الداخل يقول لي: لا تكملي مع هذا الشاب.

أفيدوني، جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نُرحب بك أجمل ترحيب.

ومما يبدو لي أنك مترددة جدًا جدًا في الموافقة على هذا الخاطب، وذكرت مميزات في شخصيته، وأخبرتنا أنه صاحب خلق ودين، وقولك: "لا أشعر بأن الخاطب ناضج فكريًّا وعقليًّا أو متكلمًا، ... إلخ"، واستشرت طبيبًا ... إلخ"، لهذا كله أقول لك ما يلي:

عليك أن تجلسي مع أهلك وتخبريهم أنك لن ترتبطي بهذا الخاطب إلَّا بعد إجراء التحليل اللازم، وهذا من حقك، فهذه حياتك، والزواج ليس فيه مجاملات، أو إرضاء الأهل على حساب حياة الأبناء، ومن خلال شرح الأسباب من عدم قناعتك بالخاطب.

وقولك:" سعر هذا التحليل مكلف"، فإن كان لديك رغبة بالموافقة على هذا الخاطب، فلا حرج في عمل التحليل الجيني لمعرفة ماهية المرض، ومدى احتمال انتقاله وراثيًا، أو تسببه في أمراض أخرى؛ لما في ذلك من المصلحة، وللتأكد مِن مدى تأثير الوراثة عليكم، أو على أولادكم في المستقبل، وهذا أمر جائز شرعًا، ولا حرج فيه، بل هو أفضل مِن أن تعيش الأسرة وأطفالها حالةً مِن المعاناة التي قد تصاحب العائلة مدى حياتها.

وفقك الله ورعاك، ودلك على الصواب، ويمكنك معاودة التواصل معنا إن احتجت لذلك.

www.islamweb.net