التفكير الدائم في قريبي أفقدني التركيز..فهل من حل يخلصني؟

2024-05-08 02:45:35 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي مشاعر نحو شخص من أقاربي، وهو ولد، ولكني أكتم تلك المشاعر، ولا أبوح بها لأحد؛ لأني أعرف أنه حرام، ولا يجوز أن تكون لي علاقة به، ولذلك أنا أكتمها ولا أبوح بها لأحد مطلقًا، ولكن هذا قد سبب لي مشكلة في حياتي، في أنني دائمًا ما أفكر فيه، وأريد التحدث معه، ولكني أُوقف نفسي قدر المستطاع، لعلمي أن هذا يغضب ربي، وأنا فتاة لا أريد إلَّا رضى ربي عليّ، وأسعى في ذلك، ولهذا السبب لم أقل لأحد عن هذا الموضوع، ولكنني بدأت أحلم بأحلام تتعلق بهذا الشخص، ودائمًا ما أفكر فيه، وأريد حلًّا يخلصني من هذا الموضوع، لا أستطيع التركيز في حياتي ومستقبلي، فأرجو المساعدة.

شكرًا لكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا ببنتنا العفيفة الفاضلة في موقعها، ونشكر لك الاهتمام، ونسأل الله أن يثبتك على الأخلاق الجميلة، وأن يُعينك على كل أمرٍ يُرضيه، وأن يُعمّر قلبك بحب الله تبارك وتعالى، وأن يشغلك بكل ما يُرضيه. وإذا ملأ الإنسان قلبه بحب الله تبارك وتعالى فإن الأمور تأخذ أحجامها وتأخذ وضعها الصحيح.

وإذا كان الأمر كما ذكرت؛ فعليك أن تتجنبي كل ما يُذكّرُك بالشاب المذكور، تجنبي الذهاب إلى الأماكن الموجود فيها، اجتهدي في البُعد عن السبيل التي يسلكها، حاولي غض بصرك عنه، تشاغلي عنه بأمور أخرى إذا اعترض طريقك، واسألي الله توفيقه والسداد.

وقد أحسنت بكتمان هذا الذي في نفسك، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به. واعلمي أن أمر العلاقة والميل لا تنجح إلَّا إذا كانت في وقتها الصحيح، وإلَّا إذا كانت ميلًا مشتركًا بين الطرفين، فقد تميل الفتاة إلى شاب لكنّه لا يُبادلها المشاعر، والإمام الشافعي يقول: "ولا خير في ودٍّ يجيءُ تكلُّفًا"، فنسأل الله أن يُقدّر لك ما فيه الخير.

واعلمي أن هذا الميل - كما قالوا - وهذا الحب هي حركة قلبٍ فارغ، فعمّري قلبك بالتوحيد، واشغلي نفسك بمعالي الأمور، وثقي بأن ما قدّره الله لك سيأتيكِ، لأن هذا الكون ملكٌ لله، ولن يحدث في كون الله إلَّا ما أراده الله، {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} [الإنسان: 30] ، ونسأل الله أن يشغلنا جميعًا بطاعته، وأن يُقدّر لنا ولك الخير ثم يُرضينا به.

www.islamweb.net