الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأمور المترتبة على من وقف بعرفة فقط ورجع لبلده

السؤال

والدي حج منذ فترة طويلة وهو مسن الآن وقدعلمت أنه وقف بعرفة فقط ثم عاد إلى جدة فماذا عليه الآن علما أنها ليست الفريضة

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن كان الحال كما ذكر فإن هذا الرجل مازال على إحرامه يجب عليه تجنب لبس المخيط والطيب والجماع ومقدماته وسائر محظورات الإحرام، وينظر فيما فعله من محظورات فيلزمه في كل محظور الفدية، وإن كان وطئ زوجته فقد فسد حجه، ويلزمه الذهاب إلى مكة لإكمال الحج الفاسد بالطواف بالبيت ثم السعي بعده إن لم يكن أتى بالسعي بعد طواف القدوم ثم يأتي بعد ذلك بطواف الوادع، ويلزمه ذبح شاة لتركه المبيت بمزدلفة وكذلك دم لترك المبيت بمنى ودم لترك رمي الجمار لأنها واجبات فات وقتها فلزم فيها دم عن كل جنس.
ثم يلزمه قضاء تلك الحجة وإن كانت الحجة الفاسدة نافلة لا فريضة ويلحقه إثم ما فعل.
هذا إن كان يعلم حكم رفض الإحرام. أما أن كان يجهل ذلك فلا يلزمه شيء من محظورات الإحرام حتى الوطء على الراجح من أقوال أهل العلم، ويعود لإحرامه ويجتنب محظورات الإحرام -كما مضى- ويقصد البيت لطواف الإفاضة والسعي ثم لطواف الوداع، وتلزمه دماء الواجبات التي تركها من المبيت بمزدلفة ومنى ورمي الجمار -كما سبق- ولا يلزمه قضاء الحجة في العام القابل، إذ حجته صحيحة ولا إثم عليه لجهله.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة