الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من أسلمت من أجل الزواج فقط وتستثقل التكاليف الشرعية

السؤال

يا شيخ، أنا من متابعيك، ومن محبيك؛ ولذا أطلب منك الإجابة عن سؤالي هذا بارك الله فيك، وهو سؤال طارئ؛ لذا أرجو المساعدة.
السؤال: أنا متزوج منذ 3 سنوات ونصف تقريبا، ليس لدي أطفال بعد، زوجتي فرنسية، كانت ملحدة، ثم أسلمت، تقوم بكل الفرائض، ولكن منذ أيام قالت لي وهي تبكي: إنها أسلمت من أجل أن تتزوج بي، وأنها تجد في ديننا شقاء من صوم، وخمس صلوات، ومن تحريم.
فأريد منك أن تنصحني ماذا أفعل، هل أصبر عليها، أم أدعوها مرة أخرى؟
من فضلك يا شيخ إن الله لا يضيع أجر المحسنين. أنتظر جوابك، وإفادتك.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنشكرك على متابعتك لموقعنا، ونسأل الله تعالى أن ينفعك بما ننشر فيه، ونسأله أن يتقبل منا، ومنك كل عمل صالح، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل.

وإذا كان ما طرأ على زوجتك مجرد خواطر، أو تفكير عابر، فنوصيك بالصبر عليها، والدعاء بأن يثبتها الله على الحق، فالدعاء من أعظم ما يمكن أن يحقق به المسلم ما يرجو، قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}.

واحرص على التلطف بها، والعمل على كل ما يمكن أن يرغبها في الدين، ويمكنك أن تستعين ببعض أصحاب الأسلوب الحسن من الدعاة، وذوي الخبرة في دعوة أمثالها، فلعل الله عز وجل أن يجعلهم سببا لهدايتها.

ولْتُذكر بأن هذه الأفكار ربما أدت بها إلى الردة، ليبين لها خطورة الردة، ومصير المرتد يوم القيامة، وهو الخلود في نار جهنم، كما قال تعالى: وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {البقرة:217}.

فإن ثبتت على الحق، والتزمت فرائض الله، فبها ونعمت، وإن حدث منها شيء من التفريط في الفرائض، فلا ينبغي أن تبقيها في عصمتك، وإن تركَتْها جحودا، فهي مرتدة، يجب عليك مفارقتها، وراجع لمزيد الفائدة، الفتوى رقم: 125621.

وننبه إلى أنه ينبغي أن يحرص المسلم على الزواج من صاحبة الدين والخلق، والحذر من التعجل في الزواج ممن تدخل في الإسلام حديثا، قبل التأكد من حقيقة أمرها، وما إن كانت صادقة في إسلامها أم لا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة