الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسألة الزواج من الكتابيات

السؤال

أنا أحب مسيحية أرثوذكسية، مطلقة منذ عام وشهرين، وأرغب في الزواج منها في القريب، علما أنني تحدثت معها حول أنني مسلم، وأن أبنائي سيكونون مسلمين مثلي، وأنني لا أوافق على شربها للخمر، وأكلها للحم الخنزير، وهي موافقة وقابلة لكل هذا.
هل أقدم على الزواج منها، علما أنها عفيفة؟
هل أعقد الزواج أم أدعوها للإسلام، وإن قبلت أتزوجها أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنقول ابتداء إن كانت هذه المرأة عفيفة، فزواجك منها جائز، ولو لم تدخل في الإسلام، ولكن الأولى الزواج من مسلمة صالحة، فالزواج من كتابية فيه محاذير شرعية، سبق بيانها في الفتوى رقم: 28962، والفتوى رقم: 5315. وهي وإن وافقت على ما ذكرت، إلا أن هذه الأمور قد تكون مثارا للخلاف في المستقبل، فقد لا تفي بوعدها.

وإن أسلمت، فيحسن زواجك منها، فقد جاءت السنة النبوية بحض المتحابين على الزواج، كما في الحديث الذي رواه ابن ماجه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لم نر للمتحابين مثل النكاح.

ويجوز لك أن تدعوها إلى الإسلام، ولكن الأفضل أن تسلط عليها امرأة تقوم بأمر دعوتها، فهذا أسلم لك، وأبعد لك عن أسباب الفتنة، خاصة وأنك تحبها كما ذكرت، فيجب عليك الحذر. وراجع الفتوى رقم: 30695، والفتوى رقم: 30003.

والخلاصة أننا لا ننصحك بالزواج منها حتى تسلم، فالزواج من غير المسلمات فيه مخاطر عدة على الزوج، وعلى الأولاد إن وجدوا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة