الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف نأخذ بيد أطفالنا إلى معرفة الله ؟ ( 2 )

كيف نأخذ بيد أطفالنا إلى معرفة الله ؟ ( 2 )

كيف نأخذ بيد أطفالنا إلى معرفة الله ؟ ( 2 ) تهيئة الطفل لعبادة الله:
يمكن تعويد الطفل منذ سن الرابعة أو الخامسة على الوضوء والصلاة، ونحببهم فيها (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها) [طه:132].
ونفهم الأطفال بأننا نصلي ليحبنا الله ، وأن المصلين لهم الجنة، ونعلمهم آداب المساجد وصيانتها من الصخب وإلقاء الأوساخ، وقد علم الرسول (صلى الله عليه وسلم) أنس بن مالك (رضي الله عنه) حسن أداء الصلاة، وعدم الالتفات وهو صبي حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا بني إياك والالتفات في الصلاة، فإن الالتفات في الصلاة هلكة، فإن كان لابد ففي التطوع لا في الفريضة" رواه الترمذي
ويصطحب الوالد طفله إلى المسجد عندما يكون قد تعلم آداب المسجد.
سئل الإمام مالك (رضي الله عنه) عن رجل يأتي بالصبي إلى المسجد أتستحب ذلك" قال: إن كان قد بلغ موضع الأدب وعرف ذلك ولا يعبث، فلا أرى بأسا، وإن كان صغيرا لا يقر فيه ويعبث، فلا أحب ذلك.
وواجب الكبار نصح الصغار باللطف والموعظة الحسنة، فكم رأينا كبارا في السن تصرفوا مع الأطفال تصرفات منفرة، صرخوا عليهم أو طردوهم من المسجد، فكان ذلك سببا لبعدهم عن المسجد في الكبر وكراهيتهم له.
تعليم الأطفال قراءة القرآن وحفظه:
حاول أن تشجع طفلك على تعلم القرآن وحفظه، فتعليم الصغر أشد رسوخا، وهو أصل لما بعده، ويستحسن تفهيم الطفل ما يقرأ، فقد حفظ كثير من سلف هذه الأمة القرآن منذ الصغر بفهم جيد، فهذا الإمام الشافعي (رحمه الله) يقول: حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين، وحفظت موطأ مالك وأنا ابن عشر.

وينبغي أن يقال للطفل: إن الماهر في تعلم القرآن وحفظه سيكون مع الكرام البررة في الجنة، وأن من يقرأ القرآن ويتلعثم فيه وهو عليه شاق فله أجران، وأنه سينال حسنة عن كل حرف يتلوه من القرآن ، والحسنة بعشر أمثالها.
ولا شك في أن للقدوة الطيبة أثرا كبيرا في استجابة الطفل، فالطفل الذي يري أباه يقرأ القرآن ويتدبره ينشأ على تعظيم القرآن وتوقيره.
وتذكر يا أخي أن خير ما تترك لأبنائك حفظ كتاب الله والعمل بما جاء فيه.
ومن الخير أن نعلم الطفل القرآن الكريم، ونفسره له على قدر فهمه، ولكن لننتبه لئلا يسأم منه بسبب كثرة إلحاحنا المتمادي كما يفعل بعض الآباء الذين لا يدعون الطفل يترك القرآن من يده ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
يروي أن القاضي الورع عيسي ابن مسكين كان يقرئ بناته وحفيداته، فإذا كان بعد العصر دعا ابنتيه وبنات أخيه ليعلمهن القرآن والعلم، وكذلك كان يفعل قبله فاتح صقلية أسد بن الفرات بابنته أسماء التي نالت من العلم درجة كبيرة.

ماذا يحفظ الطفل؟
- شجع طفلك على حفظ ما تيسر من القرآن، والأحاديث النبوية والأدعية والأذكار.
- كافئ ابنك على ما يحفظ ، لتشجعه على الاستزادة من العلم، فهذا إبراهيم ابن أدهم يقول له أبوه: "يا بني اطلب الحديث فكلما سمعت حديثا وحفظته فلك درهم" فيقول إبراهيم: "فطلبت الحديث على هذا".
ويمكننا الآن أن نكافئ الطفل بعد الحفظ بعشر ريالات مثلا عن حفظ ربع جزء من القرآن أو ما تيسر وهكذا.
- لا تكره طفلك على المداومة على الحفظ دون إعطائه وقتا للراحة أو اللعب.
- كافئ الأستاذ الذي يحفظ ابنك القرآن.
فهذا أبو حنيفة حين حذق ابنه حماد سورة الفاتحة وهب للمعلم خمسمائة درهم، وكان الكبش وقتها يشتري بدرهم واحد، فاستكثر المعلم هذا السخاء، إذ لم يعلمه إلا سورة الفاتحة، فقال أبو حنيفة: لا تستحقر ما علمت ولدي، ولو كان معنا أكثر من ذلك لدفعناه إليك تعظيما للقرآن.
هكذا يحترم المعلم وتقدر جهوده، فأين نحن من أبي حنيفة رضي الله عنه؟
لا تهدم البناء الديني عند أولادك:
هناك عوامل هدم لهذا البناء الديني الذي تريد أن يعمر في قلوب أبنائك، ومن أهم تلك العوامل التي تضر بأبنائك:
1 - تحويل العبادات إلى مجرد طقوس لا معني لها ولا روح.
2 - النفاق العملي: وهو أن يتلقى الولد من أبويه تعليمات وأوامر، ويري أبويه يعملان عكسها.
3 - الإكراه على تطبيق الشعائر الدينية: فمن الناس من يهمل تربية أبنائه حتى إذا وصل إلى سن المراهقة ولم يصلِ الولد في ذلك الحين لجأ أبوه إلى الضرب ليجبره على الصلاة ، فأين كان ذلك الأب في السنوات السابقة ؟ ولماذا لم يغرس فيه حب المسجد والصلاة من قب

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة