الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصابتني آلام قوية أسفل الظهر والبطن أثناء الحمل.

السؤال

السلام عليكم.

أنا بعمر 38 سنة، حامل في أواخر الشهر الخامس، جاءتني آلام قوية في الأسبوع الفارط أسفل الظهر والبطن، بسبب necrobiose بداية موت الورم الرحمي (5 سم).

أعطتني الطبيبة algesic, spasmocalm,aloxen، وراحة لخمسة عشر يوماً بدون عمل، وحاليا خفت الآلام لكن اليوم اشتغلت قليلاً في المنزل فعادت لي القليل من الآلام أسفل الظهر.

أنا خائفة من عودة النوبات حين عودتي إلى العمل، مع العلم أن عملي بعيد وأذهب إليه بسيارتي.

جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آمال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الورم الليفي هو ورم سليم، وهو شائع الحدوث جداً عند النساء في سن النشاط التناسلي، ولذلك تكثر مشاهدته خلال الحمل، وهذا الورم يتأثر بهرمونات الحمل، لذلك قد يكبر بالحجم خلال الحمل، واحتمال كبره يكون أكثر في الأشهر الستة الأولى من الحمل.

أما في الأشهر الأخيرة فإن هذا الاحتمال يقل كثيراً، وعندما يكبر هذا الورم خلال الحمل فإنه يسبب نوبة حادة من الألم، وسبب هذا الألم هو أن الأوعية الدموية التي تغذي الورم تصبح غير كافية لتغذيته، فيحدث تنخر وتموت في بعض أجزائه، ويرتكس الجسم لذلك بارتفاع الحرارة أحياناً، والشعور بنوبة من الألم في البطن.

أطمئنك بأن نوبة الألم ليس لها علاقة بحركة الحامل أو عملها، فقد تحدث حتى والحامل في بيتها، كما أن نوبة الألم نفسها لا تؤثر على الجنين، ولكن وجود الورم الليفي نفسه في الرحم، حتى لو لم ترافقه نوبة ألم، هو الذي قد يرفع من نسبة حدوث الاختلاطات خلال الحمل ومن أهم هذه الاختلاطات: نقص في نمو الجنين، الولادة المبكرة، انفصال المشيمة، وتوضع الجنين بشكل غير طبيعي في الرحم بسبب عدم انتظام جوف الرحم (بشكل معترض أو بالمقعدة أو بشكل مائل أو غير ذلك…)، وهذا سيؤدي بدوره إلى ارتفاع احتمال الولادة عن طريق القيصرية.

أؤكد على أن ذكر هذه الاختلاطات لا يعني بأنها ستحدث عندك، بل يعني بأن احتمال حدوثها هو أكثر من النسبة الطبيعية، فكثير من السيدات يتمكن من الحمل والولادة بشكل طبيعي على الرغم من وجود أورام ليفية كبيرة أو متعددة في الرحم عندهن.

إن علاج نوبة الألم بسبب تنخر الورم الليفي في الحمل هو علاج محافظ، أي أنه يتم عن طريق الأدوية، ونادراً جداً ما تحتاج الحالة إلى تداخل جراحي، لأن هذه النوبة عادة ما تنهي نفسها بنفسها، والعلاج المحافظ يعتمد بشكل أساسي على ما يلي:

- إدخال إلى المستشفى خلال فترة النوبة من أجل المراقبة.
- الراحة التامة في السرير خلال النوبة فقط.
- إعطاء السوائل بكمية كافية سواء عن طريق الوريد أو عن طريق الفم، وإعطاء المسكنات حسب شدة الألم، فيمكن البدء بالبندول، وإذا لم يخفف الألم فيمكن الانتقال إلى المسكنات الأقوى مثل: المورفين أو الكودئين.

بالطبع يجب عمل بعض التحاليل الأساسية لك، لنفي وجود أسباب آخري لهذا الألم مثل: الالتهابات البولية أو التهاب المعدة والأمعاء أو حصى المرارة أو غير ذلك.

أكرر لك - يا ابنتي- بأن نوبة الألم هذه لا تؤثر على الجنين وستنهي نفسها بنفسها، لكنها قد تعاود الحدوث ثانية، وللأسف لا يوجد طريقة يمكن من خلالها التنبؤ إن كانت ستعود لك أم لا، لذلك يجب عليك مراجعة الطبيبة عند شعورك بأي ألم أو نزول أي دم أو سائل او إفرازات غير طبيعية.

نسأل الله عز وجل، أن يتم لك الحمل والولادة على خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً