الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي وسواس مرض السكري.. كيف أتخلص منه؟

السؤال

السلام عليكم

وجزاكم الله خيرا على ما تقومون به أرجو المساعدة، فقد تعطلت حياتي، أرجو الرد على كل نقطة كي أطمئن، وتشخيص حالتي.

لدي وسواس مرض السكري، عملت أكثر من عشر تحاليل صايم، تتراوح النسبة ما بين 77 إلى 87 ، عملت التراكمي ثلاث مرات، والنسب كالتالي 5.2، وأخرى 4.9، وأخرى 5.3.

عملت أكثر من 25 تحليل بعد الأكل بساعتين على مدى عشرين يوما، والنسبة تتراوح ما بين 90 إلى 120 .

عملت تحليل الجلوكوز صايم 77 وبعد تناول المحلول بساعتين كانت النتيجة 76، مشكلتي أنني أحيانا آكل أكلا كثيرا جدا، وأحلل بعد ساعتين، ويكون 90 وأحيانا آكل أكلا خفيفا، ويكون بعد ساعتين 110 أو 115 وأسأل نفسي لماذا بالأمس كان 90 والآن 110، فأدخل في وساوس وتعب، أتعبني اختلاف الأرقام، وأحيانا أحلل بعد ساعتين، ويكون مثلا 95، وبعد ثلاث ساعات يكون 110 لماذا ارتفع؟ وأنا لم آكل شيئا.

علما بأنني مرة من المرات عملته بعد الأكل بساعتين إلا عشر دقائق في المختبر، وكان 143، وكنت قبلها خائفا وقلقا، فما زال هذا يشغل تفكيري لماذا لم يكن تحت 140، مع العلم أنه بعد هذا التحليل عملته عشرات المرات، ولا يتجاوز 120، عمري 46 سنة، وزني 60 كيلو، طولي 173 ، ليس في العائلة مريض سكر الوالد والوالدة والجدة والإخوان لا يعانون من السكر، وأنا أمارس الرياضة منذ خمس سنوات.

أرجوكم ساعدوني كيف أتخلص مما أنا فيه، وأعود لحياتي، هل أنا في مرحلة ما قبله؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد الحربي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا يوجد لديك سكر ولا حتى مرحلة ما قبل السكر، ويكفي للتشخيص فحصان صائم فقط، وأنت ما برحت تفحص صائم وتراكمي وعشوائي، ولا يوجد في كل الأرقام المذكورة رقم يشير إلى خلل في السكر أو يشير إلى مرحلة ما قبل السكر، حيث يتم تشخيص السكر فوق 126 صائم.

والأرقام تختلف من ساعة لأخرى، بل من دقيقة لأخرى؛ لأن عملية امتصاص وحرق وتخزين السكر عملية يتحكم فيها هرمون الإنسولين الذي يفرز من البنكرياس، والذي يقوم بإدخال السكر إلى الخلايا لحرقه وتحويله إلى طاقة ويحول الزائد إلى مخزون جليوجين glycogen ( مثل عناقيد العنب أو السبح من واحدة سكر الجلوكوز )، وما زاد عن المخازن يتم تحويلة إلى دهون.

والهرمون الثاني هو هرمون جلوكاجون Glucagon وهو هرمون يفرز أيضا من البنكرياس، ومسؤول عن رفع مستوى السكر في الدم وقت الصيام، ويعمل عكس هرمون الانسولين تماما، حيث يحول واحدات السكر المخزون جليوجين glycogen إلى وحدات سكر منفردة، وفي حال نفاذ المخزون في حالات المجاعة يقوم هذا الهرمون بتحويل المخزون الدهني إلى سكر كما قام الإنسولين بتحويل السكر إلى دهون.

أخي الفاضل: نم واسترح، ودع الأمر للخالق، فهو المدبر لأمرك وأمري وأمر كل البشر، وأمر الدواب والحشرات والأسماك في المحيطات، ولا تثقل نفسك بهموم لا قبل لك بها؛ لأن تخوفك الزائد قد يتحول إلى خوف مرضي يحتاج إلى علاج، وليس معنى أن يزيد نسبة البول أنك تعاني من السكر، بل الأمر له اعتبارات كثيرة منها التهاب المسالك البولية، أو تناول عصائر أو حلويات أو شرب المزيد من الماء.

والخلاصة أنت لست مريضا بالسكر، ولا ما قبل السكر، ودع عنك تلك الهواجس وركز في الأمور المكلف بها، وهي تكرار الشهادة لله بالوحدانية والربوبية والألوهية، والصلاة على وقتها في جماعة، والأذكار والأدعية، وصوم الفريضة، والنوافل، وبر الوالدين والصدقة، واترك التدخين، والسهر، هذا ما عليك فعله والله هو القادر والوكيل.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً