الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أدخن وأشعر بألم في الصدر، فهل أنا مصاب بالسدة الرئوية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري ٣٢ عاما، وأعمل بمكان به أتربة بعض الشيء، وأدخن وأدعو الله بالخروج منه، فقد شعرت بألم في صدري، وتم التشخيص عن طريق وظائف التنفس أنني مصاب بالسدة الرئوية.

وسؤالي: هل هذا المرض يمكن علاجه لمن هم في سني أم لا؟ وهل يزيد المرض حتى لو ابتعدت عن مسبباته؟ وسوف أتعرض تدريجيا لنوبات تنفسية، وأصبحت كهلا أنتظر الموت، وأشعر بيأس شديد، وأرجوا الإفادة، مع العلم أن الطبيب وصف لي موسعات شعب لفترة مؤقتة، وأخبرني أنني والحمد لله لا أحتاج الآن إلى بخاخ.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Eslam حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا أظن من في مثل سنك يعاني من مرض السدة الرئوية، وهو الترجمة العربية لمرض يسمى (COPD)، أو التهاب الرئتين المزمن الناتج عن انسداد الشعب والشعيبات الهوائية، مع اهتراء وتهتك في الحويصلات الهوائية، مما ينشأ ما يسمى الاسترواح الرئوي (امفيزيما) (emphysema).

وهذا المرض يصيب المدخنين بعد سنوات طويلة من التدخين، والتعرض للأتربة والغبار بشكل مستمر، وتظهر صورة الأشعة العادية للرئتين واضحة للطبيب المعالج.

ولكن قد تكون تعاني من التهاب مزمن في الرئتين (chronic bronchitis) دون أن يكون هناك انسداد في الشعب والشعيبات الهوائية، ودون أن يكون هناك اهتراء في الحويصلات الهوائية.

وهذا المرض (chronic bronchitis) قابل للعلاج، ولكن يحتاج إلى وقف فوري للتدخين دون أمنيات بالتوقف، فلا يصح أن نضع السيجارة بين أصابعنا وندعو الله ليل نهار بالإقلاع عن التدخين، والأمر يحتاج إلى قرار فوري وحاسم؛ لأنك بهذه الطريقة تعرض نفسك للخطر وتعرض نفسك للإصابة بالأمراض المزمنة مثل السدة الرئوية (COPD)، ومثل سرطان الرئتين، وهناك الكثير من الاستشارات الطبية التي تناولت أضرار التدخين وسبل الإقلاع عنه يمكنك الاستفادة منها.

والأمر الآخر يجب تغيير ظروف عملك، والبعد النهائي عن أجواء الغبار والتراب، أو وضع قناع على الوجه والأنف للإقلال من التعرض للأتربة، مع أهمية تناول مضاد حيوي مناسب، وضرورة استعمال بخاخ الصدر، ويناسبك نوعان الأول يسمى (symbicort) ويمكنك فهم طريقة استخدامه من الصيدلي أو الطبيب المعالج، والبخاخ الآخر يحتوي على مادة (ipratropium)، وهو يفيد في علاج التهاب الرئتين المزمن.

ومع التوقف عن التدخين والبعد عن الأتربة وتناول العلاج سوف تعود رئتيك إلى العمل بكفاءة عالية، ولن تعاني من السدة الرئوية المزمنة -إن شاء الله-.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مجهول اسلام على

    جزاك الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً