أبي يقسو علينا بالضرب والمعاملة الشديدة.. ما الحل؟

2006-04-12 13:14:07 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.

أخي الذي أنهى الثانوية العامة منذ سنة هو وأبي في صراع دائم، فأبي يضرب أخي ضرباً مبرحاً لو اقترف أي خطأ، كأن يتشاجر مع إخوانه الأصغر منه، ولايهم مَنِ البادئ، وآخر مرة ضرب والدي أخي بعصا غليظة، حتى أصبح ظهره خطوطاً حمراء وخضراء، وعلى قدمه خط أخضر مسود سميك، وهذه ليست المرة الأولى التي يضربه فيها، فهذا الضرب المبرح منذ أن كنا صغاراً، والضرب يكون أقسى له، حتى أصبح أخي يكره أبي كرهاً الله وحده يعرفه.

أبي ليس من النوع المتفهم، فلا يعرف التفاهم، فقط ما تربى عليه هو سياسة الضرب والقهر، حاولنا أنا وأمي حل المشكلة ولسنوات، ولكن لا فائده ترجى، فلا أبي يسمع النصح، وأخي يرفض المناقشة.

ماذا نفعل أمام هذه المشكلة؟ أخاف في المستقبل أن تنقطع علاقتهما، ويصبح البغض والعداوة شعور أخي الدائم أمام أبي.

وأبي غير مبال، ويتصرف وكأن شيئاً لم يحدث، والمفارقة هنا عند أبي، فهو من المستحيل أن يعامل إخوتي البقية بهذه المعاملة، وحتى لو ضربهم فلن يكون بهذه القساوة.

أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ سحابة الماضي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله العظيم أن يصلح الأحوال وأن يبارك في الآجال، وأن يحقق الآمال، وأن يرزقنا طاعة الكبير المتعال.

فإن إصرار بعض الآباء على تربية أولاده على الطريقة التي تربى عليها خطأ كبير، فإن الزمان قد اختلف، والعاقل يربي أولاده لزمان غير زمانه، ومهما كانت حالة الذين تربوا بالضرب والإهانة فإن الطريقة خاطئة، وقد ظهرت آثارها في هذه الأجيال التي قبلت بالهوان وسكتت على الذل وأسلمت قيادها للمستعمر ورضيت من الحياة بالدون، فلا همّ لأحدهم إذا وجد الغداء إلا العشاء، وقد سلبت في عهدهم المقدسات، وهذه نتائج طبيعية لتربية لا يستطيع الطفل من خلالها أن يعبر عن نفسه، ولا أن يبدي رأيه حتى ولو كان صواباً.

وإذا كان هذا الأخ يعاقب بهذه الطريقة الوحشية من دون إخوانه؛ ففي ذلك دليل على أنه يعاند الوالد ولا يحترمه، فلابد من مطالبته بطاعة والده والإحسان إليه، والحرص على تلطيف الجو معه، ومن الضروري أن يشفق على إخوانه الصغار ويتجنب الاحتكاك بهم إذا كان ذلك يضايق والده.

وأرجو أن يكون دور الأم واضحاً في دعوة الوالد للشفقة على هذا الولد، شريطة أن يكون ذلك النصح في أوقات مناسبة وبألفاظ مناسبة، وبعيداً عن سمع وبصر الأطفال وبعيداً عن سمع هذا الابن المعاقب.

ولكننا نخطئ حين نقول: لا تضربه ولا تفعل له كذا وكذا؛ لأن ذلك يضعف شخصية الوالد، ويجعل الابن يزداد في عناده وتمرده، ويدل مثل هذا التصرف -إن وجد- على خلل في المنهج التربوي في البيت، فإن من واجبنا أن نوحد المنهج، ونتفق على الأشياء الأساسية.

ولعل مما يعقد المشكلة ويورث الأحقاد أن يشعر هذا الشاب أن والده يعامله بطريقة مختلفة عن إخوانه، ونحن ننصحك بعدم ترسيخ هذا الشعور في ذهنه، وأشعروه بأن الوالد يحبه ولكنه لا يصبر على عناده وتمرده، وذلك لأن الشعور بعدم العدل هو الذي يدفعه للانتقام والاحتكاك مع إخوانه ويجبره على كره والده.

ونحن نتمنى أن توفر الأم الجرعة المفقودة، فتظهر الاهتمام والحب لهذا الابن المظلوم، وتجتهد في تحسين صورة والده في عينه وتطالبه ببره وطاعته والصبر عليه وتذكيره بالأجر العظيم الذي ينتظره إذا حرص على بر والده، وإذا وجد في العائلة من هو أكبر من الوالد فمن الحكمة أن ينصحه سراً ويطلب منه العدل بين أبنائه، وأرجو أن تعمروا منزلكم بذكر الله وتلاوة القرآن حتى يخرج الشيطان.

ونسأل الله أن يصلح الأحوال.

www.islamweb.net