هل هناك من خطر علي أو على جنيني من ارتفاع السكر؟
2012-04-26 10:59:14 | إسلام ويب
السؤال:
دكتورة رغدة: أرجو أن يكون الرد بأقصى سرعة، لأني أنتظر إجابتك بفارغ الصبر.
يا دكتورة لقد كانت آخر دورة لي في 23- 9، والآن أنا حامل بأول الشهر السابع، وكنت قد استشرتك عن دوالي الحوض وطمأنتنا، ولك كل الشكر.
وهذا الشهر أخبرتني دكتورتي بأنه لدي سكري الحمل، علما أنه في حملي الثالث والحملين السابقين لم أعاني منه..
حيث أن تحليل السكري عند الصيام طبيعي، ولكن بعد شرب الغلوكوز أصبح مرتفعا، فطلبت مني حمية عن السكريات والموالح.
سؤالي يا دكتورة هو:
هل هناك من خطر علي أو على جنيني من ذلك؟
ما هي الأغذية الواجب علي تناولها، والأغذية التي يجب علي الابتعاد عنها؟
لأنها طلبت بعد 15 يوما إعادة التحليل، وقالت لي: أننا سنجري لك 4 تحاليل، فإن ظل مرتفعا بعد الحمية سأعطيك دواء خافضا للسكر.
أرجوك اشرحي لي كل شيء عن سكري الحمل، وخاصة أن ابني الأول كانت ولادته قيصرية، أما الثاني فقد كانت طبيعية، وكنت قد استشرتك أيضا بشأن نوع الولادة، وأيها أفضل لحالتي، وذلك لما لاقيته من عذاب الشديد بكلتا الولادتين؟
فهل من ضرر علي من السكري؟ فقد سمعت بأنه يحدث تشوهات للجنين، وأنا والله قلقلة جدا.
وإلى الآن زاد وزني 10 كيلو فقط، ولقد كان وزني 60 كيلو، وطولي 160، والتنفيخ في الجسم (الجلد) ليس واضح كثيرا، بل خفيفا، والآن أنا في الشهر السابع، ووزني 70 كيلو، والجنين وزنه فقط كيلو واحد، والمياه حول الجنين طبيعية، وطمأنتني أن وضع الجنين والمشيمة كلاهما طبيعي.
في أول الشهر السادس عملت تحليلا للسكري، وكانتا النتيجة بعد الصيام 4.4، وبعد شرب الغلوكوز بساعة من شربه كانت النتيجة 10.
ولكن لم أعرف إلا لأول السابع عند مراجعتي الدورية لها، فأنا الآن في حمية عن كل شيء، والسكري مرتفع منذ 15 يوما، حتى نجري 4 تحاليل أخرى، وأنا متعبة نفسيا بسبب ما عرفت من أضرار السكري على الجنين.
هل من الممكن أن يكون القلق والتوتر سببا لارتفاع السكري عندي؟ أو أني مصابة به من قبل الحمل ولم يكتشف إلا بالحمل؟ وهل من ضرر على جنيني؟
ولقد كنت أعاني من نوبات القلق قبل الحمل، وتوقفت عن دواء سلبيريد عند حملي، فهل من الممكن أن تعود إلي هذه النوبات بعد الولادة؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن السكر الذي ظهر خلال الحمل فقط يسمى ( السكر الحملي).
وأن ما نسبته 5% من النساء الحوامل يصبن بسكر الحمل، رغم كونهن طبيعيات تماما قبل الحمل، وهذا بسبب تأثير هرمونات الحمل على الجسم، وهو قد لا يظهر في الحمول الأولى، ولكن قد يظهر في الحمول اللاحقة.
وبالطبع هنالك عوامل مؤهلة للإصابة بالسكري بشكل عام، فمثلا البدانة هي عامل معروف، وبعض الأمراض التي تعرض الإنسان إلى التوتر والقلق المستمرين، مثل: الشدات النفسية، كما أن الحمل نفسه يؤهل للسكري، ولكن يبقى العامل الأساسي هو الاستعداد الوراثي في الجسم، وهو قد لا يظهر دائما في أقارب الدرجة الأولى، بمعنى أنه قد تكون هنالك مورثات للمرض، ولكنها لم تظهر في العائلة؛ لأن عمل المورثات هو تراكمي وليس مفرد.
وعلى كل حال أحب أن أطمئنك يا عزيزتي، فالسكري الحملي يختلف بعض الشيء عن السكري العادي، فحوالي نصف السيدات اللواتي يشخص لديهن سكري حمل، هن مثلك سليمات تماما - إن شاء الله -، أي ليس لديهن أي عامل مؤهل، وهن يعتبرن طبيعيات، وصغيرات بالسن، وفي هذه الحالات يعزى الأمر للحمل فقط، وعادة ما يختفي السكر بعد الولادة مباشرة، ويعود الجسم إلى طبيعته - إن شاء الله -، فلا داع لكل هذا الخوف أو القلق؛ لأن هذه المشاعر هي من العوامل التي تلعب دورا سلبيا ومؤهلا كما سبق وذكرت لك.
إن السكري الحملي لا يسبب مشاكل للأم، ولا يعرض حياتها للخطر، ولكنه قد يؤدي إلى بعض المشاكل في الجنين، وهذا يحدث فقط إن لم يتم ضبط السكر جيدا، ومنها:
- كبر في حجم الجنين، وما يرافق هذا من صعوبة في الولادة، وارتفاع نسبة الولادة القيصرية.
- تعرض الجنين بعد الولادة مباشرة إلى نقص في سكر الدم، وسبب ذلك أن الجنين يكون قد اعتاد على مستوى عال من السكر يصله عبر المشيمة من دم الأم؛ مما يؤدي إلى زيادة إفراز الأنسولين في جسمه، وبعد الولادة لا يتوفر هذا المستوى من السكر، فيؤدي ارتفاع الأنسولين في دمه إلى انخفاض في سكر الدم عنده.
لذلك فيجب عمل تحليل للسكر عند الجنين بعد ولادته بشكل متكرر، تحسبا لانخفاض السكر عنده، مع العمل على إرضاعه بشكل متكرر أيضا لتلافي حدوث هذه المشكلة.
وإن تم تدارك هذا الأمر وعلاجه، فإن المولود لن يعاني من أي مشاكل فيما بعد - بإذن الله -.
وسكري الحمل لا يسبب تشوهات خلقية في الجنين؛ لأن أعضاء الجنين تكون قد تشكلت قبل ظهور السكري الحملي، وأحب أن أطمئنك أيضا بأن السكري الحملي لا يزيد من احتمال إصابة الطفل مستقبلا بمرض السكر العادي.
بالنسبة لنوبات القلق، فلا أحد يمكن أن يتوقع تطورها بعد الولادة، وفي بعض الحالات قد تختفي كليا أو تقل كثيرا، خاصة إن تغيرت الظروف للأحسن - إن شاء الله-، واشغلي وقتك بأمور أخرى، ولكن بنفس الوقت قد تعاود ثانية، وقد تحتاجين إلى العلاج ثانية.
توكلي على الله فهو عز وجل خير الحافظين، وأكثري من الدعاء، وتحري أوقات الإجابة.
نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك بالصحة والعافية دائما، وأن يتم لك الحمل والولادة على خير.