كيف أحذر أختي من مخاطرة الإنترنت؟
2012-05-01 05:26:15 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
شخص له أخت بلغت منذ سنوات معدودة، وهي كثيرًا ما تستخدم الإنترنت - كالفايسبوك - ويخشى عليها أن تتجرأ على مشاهدة الأفلام الإباحية؛ لأنه احتمال وارد، خاصة لو أخبرتها صديقات السوء بذلك، علما أنها لا تصلي وغير متحجبة، وبعيدة عن طاعة الله.
ويخشى لو أخبرها عن حرمة مشاهدة هذه الأشياء أن تنتبه لها، وتبدأ بالبحث عن الموضوع، ووقتها فقط تشاهدها، علما أنها تجلس على الكمبيوتر في غرفتها المغلقة، هل يواصل عدم إخبارها عن الموضوع أم يخبرها؟ وما العمل؟
نفس السؤال يطرح بالنسبة لطفل صغير في المستوى المدرسي، هل يتم إخباره عن ذلك أم يتفادى ذكر الموضوع؟
هذا الشخص لا يعلم أيضا إذا كانت أخته تعلم أي شيء عن الثقافة الجنسية، وعن أحكام الطهارة، فكيف يوصل لها المعلومة؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مؤمن .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:
بداية نشكر لك - ابننا الكريم - تواصلك مع موقعك، ونشكر لك الاهتمام بما يتعلق بتثقيف أختك في الناحية الشرعية، والحرص على حمايتها من مخاطر الإنترنت وغيرها من الشرور التي أصبحت في زماننا تمشي على رجلين، وتقتحم على الناس في غرفهم الخاصة وفي مواطن أقدامهم، ونسأل الله أن يحفظ شباب المسلمين وفتياتهم من الشرور ومن الفواحش ما ظهر منها وما بطن، هو وليُّ ذلك والقادر عليه.
وحقيقة نوصيك - ابننا الكريم - بأن تبدأ أولاً بتعميق معاني الإيمان في نفس هذه الشقيقة، وبتربيتها على الصلاة والطاعة لله تبارك وتعالى، لأن الإيمان للإنسان كالمناعة للأبدان، فالمعاصي كما يقول الأطباء مثل الجراثيم تمنع العافية، لكن ما كل الناس يصابون بالمرض إنما يسقط في هوة المرض من فقد المناعة، وكذلك إنما يسقط في هوة المعاصي من فقد مناعة الإيمان.
فلتكن البداية إذًا ترسيخ معاني الإيمان، وذلك بطاعة الله تبارك وتعالى في نفس هذه الفتاة، فإذا أحبت الله آمنت بالله، وواظبت على صلاتها، وكان في ذلك برنامجًا كبيرًا لحمايتها، لأن الله يقول: {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} والإيمان يُحيي وازع الضمير في نفس الإنسان، ويزكِّي فيه جوانب المراقبة لله تبارك وتعالى وحده.
هذا أمر ينبغي أن تهتم به ونهتم به غاية الاهتمام، وسبيلك إلى ذلك هو أن تبدأ معها بالتدرج، وأن تقدِّم لها خدمات، وأن تُحسن إليها، ثم بعد ذلك تُعرض عليها هذا الأمر العظيم وهو ضرورة أن تعبد الله، لأن الله ما خلقنا إلا لعبادته، قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدونِ * ما أريد منهم من رزقٍ وما أريد أن يُطعمونِ * إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين}.
ثم بعد ذلك ينبغي أن تحاورها لتتعرف عن أحوالها، وعن المواقع التي تدخل إليها، وتتخذها صديقة، وعندها ستبوح لك بما في نفسها، وستعطيك مثل هذه الأشياء، فإذا كنت قريبًا لها فهي ستشاورك بدلاً من أن تشاور صديقات السوء اللاتي قد يقذفن بها في هاوية الشرور، عياذًا بالله تبارك وتعالى - .
الأمر الثالث: نريد لهذا الجهاز (وشبكات الإنترنت) أن تكون في صالات مكشوفة، حتى تسهل المراقبة، وتسهل المتابعة لمثل هذه الأشياء، أما وجود هذه المصائب في غرف مغلقة، فإن ذلك يشكل عامل خطر على أبنائنا وبناتنا؛ لأن الشيطان دائمًا مع الواحد وهو من الجماعة أبعد.
كما أن هذه الأجهزة ينبغي أن تستخدم بحذر وبقدر، أن يكون الإنسان في غاية الحذر، هذا بالنسبة للكبير فكيف بالصغير!
ولا مانع بعد ذلك من خلال الحوار من التحذير من الشرور، ومن المخاطر التي توجد في هذه الأجهزة، على طريقة حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه: (كان الناس يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم – عن الخير، وكنتُ أسأله عن الشر مخافة أن يدركني) أو (مخافة أن أقع فيه)، فمن الضروري في هذا الزمان أن يبين الإنسان مخاطر ومعالم الطريق، ويستطيع الإنسان أن يقول: إن الإنترنت فيه أشياء مفيدة، لكن فيه أشياء أيضًا ضارة، وأشياء مضرة بالنسبة للإنسان، والإنسان ينبغي أن يتعامل مع هذا الجهاز بحذر، لأنه إذا لم ينتبه لهذه الجوانب، ولم يراقب الله تبارك وتعالى، فإن في هذا الأمر خطورة، لكن بمثل ما قلنا هذا الكلام يُبنى على الحوار الذي يدور بينك وبين هذه الشقيقة، ومن خلالها سيتبين لك الطريقة التي تفكر بها، والطريقة التي تفكر بها صديقاتها.
وأرجو أن يكون معك في مشوار الإصلاح والاهتمام والمتابعة الوالدة، التي ينبغي أن تذهب إلى المدرسة لتتعرف على صديقاتها، وتتعرف على الجو الذي تعيش فيه هذه الفتاة.
ثم عليكم بعد ذلك أيضًا بالاهتمام بهذا الصغير، من تعليمه لأحكام الإسلام وأحكام الطهارة، وأيضًا حبذا لو رُبطت هذه الفتاة بداعية إلى الله تبارك وتعالى، تبيّن لها أحكام هذا الشرع الحنيف الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.
فإذا لم يكن هناك من يعلم فلا مانع من أن تقوم أنت بالتعليم، لكن نحن دائمًا في حالة البنات نفضل أن تكون الأم هي من تقوم بهذا الدور، ثم الأب، ثم بعد ذلك المعلمة الناصحة والداعية الناجحة، فإن عُدم هؤلاء جميعًا فإنك تستطيع أن تسألها هل تعرف شيئًا عن هذه المسائل؟ ثم تأتي لها بالأشرطة وبالكتيبات التي تستطيع من خلالها أن تتعلم أحكام هذا الشرع الحنيف الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.
إذاً: نحن نريد أن تدخل إلى حياتها وتقترب منها، وعندها ستتعرف على الوسيلة التي تبدأ بها، والخطوات التي ينبغي أن تتبعها، فإذاً: نحن نطالبك بداية أن تقترب من الشقيقة، وأن تتعرف على أحوالها وتناقشها وتشعرها بالحب والاهتمام، وعندها ستُخرج لك ما في نفسها، وعندها تستطيع أن تكتب لنا حتى نتواصى جميعًا ونعرف المدخل الجيد لعرض هذه الأمور.
أما بالنسبة للطفل الصغير أيضًا، فهو يحتاج أيضًا إلى أن نهتم به غاية الاهتمام ونقترب منه، ونعطيه الأساسيات، فنحرص على أن نربي فيه الحرص على الصلاح والصلاة، ومصادقة الأخيار، والتعرف على الطريقة التي يفكر بها، والبيئة التي يعيش فيها، ثم بعد ذلك نبدأ كما قلنا بترسيخ معاني الإيمان، ولا مانع بعد ذلك من مناقشته عن بعض الأمور، بل هذا الطفل الصغير سيُخبرك بما في نفسه، وعندها تستطيع أن تحدد المنهج الذي ستتعامل به معه.
وإذا أردت أن تذكر هذه المسائل للطفل فلا بد أن يكون على سبيل القصص، وكذلك بالنسبة للفتاة يفضل أن يكون بطريقة غير مباشرة، عندما نعرض مثل هذه المسائل نبيِّن لهما أن المسألة فيها مسؤولية بين يدي الله تبارك وتعالى، وأن الإنسان ينبغي أن يصون عرضه، ويصون شرفه، ويراقب الله تعالى في سِره وعلانيته، وألَّا يُجاهر الله بمثل هذه المعاصي والآثام، وأن الشيطان قريب من الواحد، وأنه ينتهز الفرص يوقع الإنسان في مثل هذه المعاصي، ومن هذه الكلمات العامة الجميلة، وإذا وجد هذا التواصل، فإنه سيبوح لك بما في نفسه، وعندها سيسهل عليك العلاج بحول الله وقوته.
نشكر لك هذا الاهتمام، وسنكون سعداء بتواصلك مع الموقع، ونسأل الله أن يقر عينك بصلاحهم جميعًا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم.