أفكر بالجنس كثيرا وأمارس العادة السرية ... وأريد التوبة
2020-04-13 04:31:47 | إسلام ويب
السؤال:
أنا فتاة في 18 من عمري، أصبحت من فترة وجيزة استمر استمرارا رهيبا في التفكير في الجنس، وأمارس العادة السرية، وفي كل مرة أقرر التوبة، والعدول عنها وأرجع مرة أخرى، وكأن شيئا لم يكن، وقد تطور معي الأمر، فأصبحت أشاهد الأفلام الإباحية من جديد، وأريد أن أتخلص من كل هذه التفاهات.
أرجوكم المساعدة مع علمي الشديد بأن كل هذا من نسج الشيطان، وعمله ولكن ما الحل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عليا محمود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً، ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يتجاوز عن سيئاتك، وأن يسترك بستره الذي لا ينكشف في الدنيا ولا في الآخرة، وأن يرزقك الهدى، والتقى، والعفاف، والغنى، وأن يصرف عنك كيد شياطين الإنس، والجن، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك – ابنتي الكريمة الفاضلة – فنحن سعداء حقيقة بتواصلك معنا، لأن هذا إن دل على شيء فإنما يدل على أنك على خير، وأن فيك خيرًا كثيرًا، وإلا ما سألت، ولا حاولت أن تعرفي وتبحثي عن حل لمشكلتك، فهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أنك - رغم هذه المعاصي - أنك قريبة من الله، وأنك - بإذن الله تعالى – ستكونين على أفضل حال من التقى، والصلاح، والهداية، والعفاف.
ابنتي عليا: لو سألتك سؤالاً: هل هناك أحد ضغط عليك، أو أجبرك لتفعلي هذه الأفعال، ولتتصرفي تلك التصرفات؟ الجواب ستقولين (لا) إذن من الذي فعل هذه الأمور برغبته؟ الجواب ستقولين (أنا) إذن الذي فعل شيئًا برغبته قادر على أن يتركه أيضًا إذا توفرت لديه العزيمة الجادة، والجازمة، والنية الصادقة.
أنت كلما حاولت التوبة ترجعين مرة أخرى؛ لأنك لم تتوبي توبة جادة صادقة، عندما تتركين تتركين، وما زالت نفسك تشتهي الحرام، ولذلك ما أن تُتاح فرصة حتى ترجعي إليه مرة أخرى، وكأنك لم تتوبي، وكما ذكرتِ، وكأن شيئًا لم يكن.
هذا الأمر كما ذكرت تطور إلى مشاهدة الأفلام الإباحية، وقد يتطور إلى ما هو أكثر من ذلك – عياذًا بالله – فقد يدفعك الشيطان إلى ممارسة الحرام مع بعض شياطين الإنس، ولذلك أقول لك – ابنتي الكريمة الفاضلة – إن الحل في يدك أنت، إن الحل في يدك ما دمت قد دخلت هذا الجو الموبئ برغبتك، فلابد أن تخرجي أنت أيضًا برغبتك، لن يُخرجك منه أحد إلا أنت.
أنت تعانين من فراغ، هذا الفراغ حاولي أن تملئيه بأشياء نافعة، الفراغ الموجود هذا لو أنك حاولت أن تجعلي فيه شيئًا نافعًا، ولو أن تقرئي بعض الكتب الخارجية عن المستوى الدراسي، أن تقرئي مثلاً عن اللغة الإنجليزية حاولي أن تطوري نفسك، أن تقرئي في أي فن من الفنون الأخرى، أن تبدئي في مشروع حفظ القرآن الكريم حتى تقضي على هذا الوقت الذي يستغله الشيطان في إيقاعك في تلك المحرمات وهذه المعاصي. هذا أحد الحلول، وهو أولها.
الحل الثاني: ابحثي لك عن صحبة صالحة تحاولي أن تقضي معها معظم وقتك، وأن تتكلمي معها في كلام الدين، لأنك بذلك ستقللين، وتضيقين على الشيطان مداخله، لأن الأخت الصالحة التي تتكلم معك لن تتكلم معك إلا في الصلاح والتقى، وأعتقد أنك في الأردن لديك مئات، بل الآلاف وعشرات الآلاف من الأخوات الصالحات اللواتي من الممكن أن يتم التواصل معهنَّ لتقيم علاقة نقية عفيفة تقضي بها على نزغات الشيطان.
الأمر الثالث: لابد من قرار حاسم، وقوي بالتوقف عن هذه الأشياء، كما دخلتها برغبتك فأنت الوحيدة التي تستطيعين أن تنقذي نفسك.
لن ينقذ (عليا ) مما هي فيه إلا (عليا ) نفسها، لأن هذه المعاصي سرية لا يعلم بها إلا الله، ولا يطلع عليها أحد سوى الله، وأنت لم تستح من الله جل جلاله، هل تستطيعين أن تفعلي ذلك أمام والدك أو والدتك – يا عليا -؟ قطعًا ستقولين (مستحيل) أقول لك: طيب لماذا جعلت الله أهون الناظرين إليك؟ لماذا لم تحترمي الله تبارك وتعالى، ولم تقدريه، وهو جل جلاله الذي منحك هذه الحياة، وأعطاك هذه النعم العظيمة، والذي يراك حين تقومين، وتقلبك في الغفلة واللهو، والمعاصي، والذنوب.
أنت في حاجة إلى زيادة الإيمان، في حاجة لأخذ قرار قوي، نعم ستتعبين في أول الأمر، ولكن ستنجحين.
حاولي أن تبحثي عن العوامل التي تؤدي إلى إثارتك جنسيًا، وأن تغلقي هذا الباب نهائيًا، فإذا كانت أفلام، أو مسلسلات، أو برامج، أو وقت فراغ، حاولي أن تقطعي هذه الأشياء، وخذي قرارًا بعدم الدخول إلى المواقع الانحلالية (الإباحية) في الإنترنت، وكم أتمنى أن تخرجي هذا الجهاز من غرفتك - إذا كان موجودًا – وأن تجعليه مثلاً في مكان عام في المنزل، حتى لا تضعف نفسك، فتدخلي إلى تلك المواقع، وكذلك التلفزيون، وكل شيء.
عليك – ابنتي عليا – بالدعاء والإلحاح على الله أن يعافيك الله تبارك وتعالى من هذا البلاء، لأنه إلم يعنك الله تعالى فلن تعاني. لأنك تُغضبين الله بهذا العمل – ابنتي عليا – وقد يغضب الله عليك غضبًا شديدًا، فقد يبتليك – والعياذ بالله – بشلل في يدك، وأنت تفعلين هذه العادة المحرمة، وقد يبتليك بفقد نور عينيك، وأنت تنظرين إلى تلك الأفلام الإباحية، وقد يبتليك الله تبارك وتعالى بمرض شديد في عورتك فلا تستطيعين أن تسعدي بعد ذلك في حياتك كلها، أتريدين أن ينتقم الله منك انتقامًا شديدًا؟! أتريدين أن يبتليك الله بلاء يشمت فيك القريب والبعيد؟!
عجلي يا بنيتي بالعودة إلى الله، والرجوع إلى الله، وابحثي عن العوامل التي تؤدي إلى إثارة شهوتك، وحاولي القضاء عليها نهائيًا.
ادخلي إلى الاستشارات التي تتحدث عن أضرار العادة السرية، وحاولي أن تطلعي عليها لتعرفي مدى الخطر الذي يُحدق بك، أنت غدًا ستتزوجين – ابنتي عليا – ولكنك لن تسعدي بزواجك أبدًا، لأنك الآن أصبحت تعتمدين على إراحة نفسك بيدك، فمهما حاول زوجك أن يُسعدك بطريق الحلال المشروع لن تسعدي بذلك، وستظلين بذلك عاصية حتى تدخلي إلى قبرك، والله تبارك وتعالى يغضب عليك.
فعليك من الآن التوقف، والدعاء إلى الله والإلحاح على الله تبارك وتعالى أن يعافيك، وحافظي على أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم والاستيقاظ، وأذكار دخول الحمام، ولا تدخلي إلى فراشك إلا وأنت في حاجة إلى النوم، ولا تطيلي الجلوس في دورة المياه إذا كنت تفعلين هذا في الحمام، ولا تدخلي إلى أي موقع من المواقع المشبوهة أبدًا مطلقًا، حتى وإن ضغط عليك الشيطان حاولي أن تقاومي – يا بنيتي – وأنت قادرة على دحض الشيطان، قادرة على قهره، ولكن تحتاجين إلى عزيمة قوية، ودعاء، وإلحاح على الله أن يعينك الله على نفسك، وعلى الشيطان، وأنا واثق أنك ستنجحين في التخلص من ذلك - بإذن الله تعالى - .
أسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يعينك على طاعته ورضاه، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يحصن فرجك، وأن يطهر قلبك، وأن يجعلك من الصالحات القانتات الحافظات بالغيب بما حفظ الله، وأن يوفقك في دراستك، وأن يجعلك من المتميزات، وأتمنى أن تبذلي جهدك في أن تكوني متميزة، بدلاً من أن تضيعي وقتك في تلك الأشياء.
هذا وبالله التوفيق.