هل قظم الأظافر دليل على وجود حالة نفسية؟
2012-07-23 08:59:52 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من تقظيم أظافري بأسناني وشفتاي, وكذلك من الأرق, هل هذا يعني حالة نفسية معينة؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مدينة ينبع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على الكتابة إلينا.
نعم قظم الأظافر والأرق أو اضطرابات النوم في الغالب هو حالة نفسية، ولكن هذا لا يعني بالضرورة مرض نفسي، إلا أنه حالة نفسية بسبب الظروف والبيئة المحيطة من حولك مما يجعلك تتصرف بهذه الطريقة، وكلا الأمرين قد يكون بسبب بعض القلق والتوتر، وهذا يعني أنه لكي تتخلص من كل هذا فلا بد من النظر في ظروف حياتك الأسرية والاجتماعية، والنظر فيما يمكن أن يكون مصدر هذا القلق والتوتر، هل هو من ضغوط العمل، أو مشاكل معينة في الأسرة، أو كل هذا مجتمعا، وقبل العلاج المناسب والسليم لا بد من تحديد التشخيص الدقيق، وأنا أقول عادة لا علاج بلا تشخيص.
يصنف قظم الأظافر في جملة الاضطرابات السلوكيات القهرية، والذي يمكن أن يتطور ليصبح عادة متأصلة عند الشخص. والغالب أن يبدأ هذا السلوك من الطفولة أو المراهقة، حيث تشير بعض المراجع إلى إصابة ما يقارب ربع الأطفال بهذا السلوك القهري، ويمكن أن نعتبر قظم الأظافر عرضا هاما لشيء من القلق, والتوتر, وعدم الشعور بالاطمئنان والاستقرار، سواء في الطفولة أو المراهقة، ومن ثم يصبح هذا السلوك عادة يلجأ إليها الشخص كلما أراد أن يسترخي, أو كلما أراد التكيّف مع بعض الصعوبات والتحديات الحياتية، وخاصة التي تسبب له توترا وانزعاجا.
وقد يؤدي القظم المستمر والعميق إلى تعريض إزالة الجلد الواقي لحواف الظفر الداخلية مما يعرض اللحم المعرى للالتهابات جرثومية وفيروسية مختلفة، وقد تأتي بعض هذه الجراثيم عن طريق اللعاب من الفم أثناء القظم, وقد يؤدي هذا القظم أيضا لبعض أذية الأسنان الأمامية، وكذلك قد تنتقل بعض هذه الجراثيم من منطقة الالتهاب إلى المعدة عن طريق بعض قطع الظفر أو الجلد الصغيرة التي يبتلعها عادة الشخص بعد قظمها, وكل هذا بالإضافة إلى تشويه الأظافر الذي يحصل بعد سنوات من القظم، وهو الأمر الذي يدفع البعض لطلب العلاج والتخلص من هذه العادة أو السلوك.
وقد يتأخر تشخيص هذه الحالات، أو طلب العلاج بسبب أن الشخص المصاب يقلل من أهمية هذا السلوك، أو خجله في طلب المساعدة, وفي كثير من الأحيان ينزعج من يعيش مع هذا الشخص من هذا السلوك أكثر من انزعاج الشخص نفسه، وهناك عدة طرق للعلاج ومنها وضع نوع من طلاء الأظافر والذي لا لون له إلا أن له طعما مر غير مستساغ، مما يمكن أن ينفـّر الشخص من وضع أظافره على شفاهه. وهناك من يضع شئيا من الثوم المطحون في زجاجة طلاء الأظافر الشفاف والذي لا لون له، ليشمئز من مقاربة أظافر لفمه.
وفي الحالات العنيدة على العلاج، قد يستعين الشخص بأخصائي نفسي ممن يمكن أن يقوم بالعلاج السلوكي المعرفي، والذي يحاول أن يزيل هذا السلوك المُـتعلم، واستبداله بسلوك آخر أكثر سلامة، ولا بد أثناء العلاج من محاولة التعرف على الظروف والمواقف التي تثير عند الشخص الرغبة في قظم الأظافر، ومن ثم إيجاد طرق صحية إما في التجنب الكامل لمثل هذه المواقف، أو تطوير طرق صحية أخرى للتكيّف معها في حال استحالة تجنبها.
وأولا وقبل كل شيء لا بد للشخص من اتخاذ قراره الذاتي من أنه يريد الإقلاع عن هذا السلوك، فهذه الخطوة الأولى والتي عليها يتوقف نجاح العلاج من عدمه.
والله الموفق.