ما هو أحسن علاج للهلوسة؟

2012-10-14 09:05:15 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 27، عانيت قبل عام ونصف من اكتئاب، وتناولت مضاد اكتئاب (باكسيل) لمدة شهرين متواصلين، ثم توقفت عنه فجأة، فحصل معي نشاط فظيع في جسمي وعقلي وعصبية، ولم تغفو عيني ستة أيام بلياليها إلى أن قام أبي بالتواصل مع طبيب وإعطائي حقنة في الوريد ثم نمت.

المهم في الموضوع أنه في اليوم الثالث من الاستيقاظ المتواصل صعدت إلى سطوح العمارة التي أسكن بها وأحضرت بطانية وتمددت عليها، وحاولت أن أنام بعيداً عن جو البيت، فنظرت إلى السماء فذهب تركيزي إلى غيمة كبيرة كان لونها أعتم من باقي الغيوم، فبدأت وكأن الغيمة تتفصل أكثر وأكثر، وكأن بصري أصبح قوياً جداً، فرأيت مخلوقات من نفس لون الغيوم ذكور وإناث يفعلون أموراً فاحشة!

خفت أن تكون هذه من الهلاوس البصرية، فغمضت عيني ونظرت مرة أخرى فكانت الأعداد تزيد داخل هذه الغيمة، وكأنها بوابة من عالم آخر، ورأيت كأن واحداً منهم يسوق عربة بجناحين، المهم أنني هربت إلى البيت لأنني خفت أن أصاب بالجنون مما رأيت وبعد هذا اليوم حاولت أن أركز على الغيوم التي في السماء فلم أر أي شيء غريب، مع العلم أنني وقتها كانت درجة الإيمان والخوف من الله عندي عالية.

قبل نصف عام أي بعد زواجي بعدة شهور كنت نائماً بجوار زوجتي، وكنت جنباً وكانت الغرفة مظلمة تماماً، وكنت أحلم بكوابيس مزعجة فاستيقظت فجأة وبدلاً من أن أرى الظلام المعتم رأيت وكأنه رجل يطير فوق زوجتي ويصرخ، وكان عصبياً جداً، ولكني لم أسمع له صوت، وحجمه أضخم من حجم الإنسان، وكان شفافاً إلى حدٍ ما، وبسرعة استعذت بالله من الشيطان الرجيم.

كانت دقات قلبي سريعة وغمضت عيني وفتحتها فتلاشى شيئاً فشيئاً عن نظري، وكنت وقتها منهكاً لا أدري لماذا والغريب في الأمر كيف لي أن أرى هذا المخلوق وكانت الغرفة مظلمة، ومن يومها وأنا أنام على نور خافت، وعلى وضوء إن كنت جنباً، ولا أستطيع الاغتسال كي لا أرى بأم عيني شيئاً مخيفاً كهذا.

هل ما رأيت هلوسة بسبب مضاد الاكتئاب أم حقيقي؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

التجربة النفسية التي مررت بها هي تجربة خاصة جداً، ويعرف أن اضطراب النوم وضعفه يؤدي إلى إجهاد وإنهاك نفسي شديد، هذا قد يُدخل الإنسان في تجارب غريبة مثل الذي حدث لك، والذي حدث لك حقيقة هو نوع من الهلاوس البصرية – نفضل أن نسميها بالهلاوس الكاذبة أو ما يشبه الهلاوس – لأنك كنت في وضع استبصاري بالنسبة لهذه الوساوس، أي أنك مدرك بأنها ليست حقيقة، لكنها فرضت نفسها عليك، ومثل هذه الحالات نشاهدها، وليس من الضروري أن تكون مرتبطة بمرض عقلي.

الهلاوس دائمًا ارتبطت بالأمراض العقلية في معظم الحالات، لكن هذا النوع من الهلاوس لا علاقة له بالمرض العقلي أبدًا، فهو ناتج من الإجهاد النفسي، أو في بعض الحالات نشاهده أيضًا مع الشحن الوجداني والعاطفي الشديد، مثلاً في حالات الوفيات هنالك كثيرًا من يسمعون أصوات موتاهم أو يرونهم أو شيئاً من هذا القبيل، بالرغم من قناعته أن الشخص قد مات، وهكذا أيها الفاضل الكريم.

إذن حالات الشحن الوجداني الشديد، حالات الإجهاد النفسي والجسدي قد تحدث هذه التجارب الغريبة بعض الشيء.

في المرة الثانية ما حدث لك من وجهة نظري أيضًا هو نوع من الهلوسة البصرية الكاذبة، وفي هذا الوقت أعتقد أن القلق هو الذي سبب ذلك، لأن تسارع ضربات القلب الذي حدث لك هو ناتج من نوبة هرع أو نوبة هلع، وهذا نوع من القلق النفسي الشديد، وأيضًا في حالات القلق النفسي الشديد تحدث مثل هذه التجارب، خاصة – أعتقد – أنه وقع عليك ما نسميه بالتأثير الإيحائي – يعني أنت لديك استعداد لمثل هذه التجارب النفسية الغريبة بعض الشيء – ويظهر أن الأمر أيضًا لا يخلو شيء من الوساوس القلقية.

اطمئن تمامًا أيها الفاضل الكريم أن الذي حدث لك بالرغم من غرابته وسبب إزعاجًا لك، لكنه لا يمثل علة نفسية حقيقية.

الذي أريده منك هو أن تحقر هذه الأفكار، وألا تعطيها التفسير المرضي، ودائمًا حاول أن تكون مسترخيًا.

وعلاقة هذا الأمر بمضادات الاكتئاب: لا أعتقد أن هنالك علاقة سببية مباشرة، لكن ربما يكون هنالك بعض التأثير السلبي من التوقف المفاجئ لمضادات الاكتئاب.

كن حريصًا أيضًا على أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم، ويجب أن تمارس الرياضة، كذلك تطبيق تمارين الاسترخاء تعتبر مهمة ومطلوبة في حالتك، وهي مفيدة جدًّا، ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم (2136015) حاول أن تطلع على هذه الاستشارة وتطبق ما بها من إرشادات وتعليمات حول كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء.

الأمر الآخر: لا مانع أبدًا من أن تتناول أحد الأدوية البسيطة جدًّا، الأدوية المضادة للقلق مثل عقار (موتيفال) هو متوفر في فلسطين، وهو دواء قليل التكلفة مفيد، وغير إدماني وغير تعودي، والجرعة المطلوبة هي أن تتناوله بجرعة حبة واحدة ليلاً، تناولها بانتظام يوميًا لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم اجعلها حبة واحدة مساءً لمدة شهر ونصف، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك كثيرًا على تواصلك وثقتك في إسلام ويب.

www.islamweb.net