كيف أسيطر على شهوتي وأتحكم فيها؟

2020-04-19 22:01:43 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحييكم بتحية الإسلام وبعد، جهودكم واضحة وصوتكم يعلو في كل مكان، وكلمة شكر أوصلها للقائمين على هذا الصرح العالي إسلام ويب.

أعاني من الشهوة القوية -وعمري 24 سنة- فكيف أسيطر على عقل شهوتي، وأتحكم فيها قبل أن تتحكم بي؟ وكيف أقضي على وسواس التفكير بفعل الحرام؟ وكيف أزيد من أيماني وأجعله ثابتا كالجبل؟

نحن نقدر جهودكم في الإجابة عن أسئلتنا، فأنتم النور لضياء طريقنا طريق الهداية بإذن الله.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وجدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك –أيُّها الولد الحبيب– في استشارات إسلام ويب بين آبائك وإخوانك، ونحن نشكر لك حسن أدبك وجميل ثناءك علينا وعلى الموقع، ونُسر بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يجعلنا عند حسن ظنك، وظن إخواننا المسلمين.

نشكر لك – أيُّها الحبيب – حرصك على أن تقوي إيمانك، وتبتعد عن معاصي الله تعالى، ونحن على ثقة - بإذن الله تعالى – أنك ما دمت صادقًا حريصًا على ذلك فإن الله تعالى سيتولى عونك ولن يخذلك، فإنه سبحانه وتعالى لا يرد من دعاه، ولا يخيب من رجاه.

ونحن نقدر – أيُّها الحبيب – ما تعانيه من الشهوة القوية، فهو أمر طبيعي لشاب في مثل سنك، ولكنك في ميدان اختبار وأجرك ودرجتك عند الله بقدر ما تبذله من الجهد في سبيل تجاوز هذا الاختبار بنجاح، والله عز وجل سيتولى عونك، ويمدك بالمدد الذي يقويك، ويثبتك على هذا الطريق إذا علم منك الصدق والرغبة في العفة عن الحرام، والحرص على ابتغاء مرضاته سبحانه وتعالى.

وخير ما تفعله – أيُّها الحبيب – أن تأخذ بالأسباب الشرعية التي تعينك على العفة والابتعاد عن الحرام، فإن الله تعالى أمر في كتابه الكريم العاجز عن الزواج بالاستعفاف، فقال سبحانه وتعالى: {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحًا حتى يُغنيهم الله من فضله} ففي هذه الآية أمر وبشارة، أمر بالاستعفاف للعاجز عن النكاح، وبشارة له بأنه بسلوكه هذا الطريق سيغنيه الله تعالى، والاستعفاف معناه طلب العفة.

والوسيلة الموصلة إلى ذلك – أيُّها الحبيب – أن تحفظ بصرك، فلا تنظر به إلى أي شيء مُثير، وأن تبتعد عن الموطن التي قد تقع فيها برؤية ما يُثيرك، وأن تحفظ سمعك، فلا تستمع به إلى ما يُثيرك، فتجنبك للمثيرات المرئية والمسموعة - أو غير ذلك – من أعظم العون لك على التعفف والابتعاد عن الحرام.

من الأساليب المعينة – أيُّها الحبيب – في التعفف أيضًا الإدمان للصيام والإكثار منه، فهي وصية النبي - صلى الله عليه وسلم – للشباب، إذ قال: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وُجاء) فالإدمان والإكثار من الصوم خصاء يكسر شهوة النفس، وأنت إذا أدمنت ذلك فإنك سترى الأثر بإذنِ الله تعالى.

أما تفكيرك ومحاولة الشيطان جرّك إلى التفكر في الوقوع في المعصية سواء كانت العادة السرية أو ما هو أقبح وأشد جُرمًا منها وأسوأ عاقبة ومئالاً، وهي جريمة الزنا – والعياذ بالله تعالى – فإن هذه الوساوس الشيطانية يحاول الشيطان أن يفتح أمامك بابها ليجرّك من خلالها إلى ما يُسخط الله تعالى، وسخط الله لا تقدر عليه السموات والأرض، فضلاً عنك أيها الإنسان الضعيف المسكين.

ومما يدفعك عنك هذا – أيُّها الحبيب – أن تتفكر في المقابل بعاقبة هذه الذنوب، وما أعده الله تعالى من شديد العذاب وأليم العقاب لمن وقع في هذه الذنوب، فإن تفكرك وتذكرك للقيام بين يدي الله ووقوفك أمام النار ومرورك على الصراط، وأن تتفكر فيما أخبر الله تعالى في كتابه وأخبر به نبيه عن عاقبة الزناة والزواني وأليم عذابهم، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم – أخبر أنهم في تنُّورٍ يُوقد من أسفلهم فترتفع بهم النار ولهبُها، وهم يتضاغون عُراة، يُعذبهم الله تعالى بمثل الحالة التي كانوا يتنعمون بها ويتلذذون بها في الدنيا، ناهيك عن العذاب المستمر في عذاب جهنم، فإن الله تعالى قال في وصف عباد الرحمن: {ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى أثامًا * يُضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلدْ فيه مُهانًا * إلا من تاب}.

فتفكرك بهذه العقوبات وأن الله تعالى لا يخفى عليه شيء من أمرك، وأنه بالمرصاد، تفكرك بهذا يقلع من النفس شهوتها ويُذهب منها الطمع في المعصية والتعلق بها، وخير ما نوصيك به – أيُّها الحبيب – أن تُكثر من مجالسة الصالحين، وتُدمن سماع المواعظ، وتشغل نفسك بما ينفعك في دين أو دنيا، فإن النفس إن لم تُشغل بالحق شغلت صاحبها بالباطل.

نسأل الله تعالى أن يأخذ بيدك إلى كل خير، ويثبتك ويعينك على الطاعة.

www.islamweb.net