كيف أعرف أن أمي ماتت وهي راضية عني؟

2013-05-13 05:38:57 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

توفيت والدتي وكانت مريضة بالسرطان, وهي تحتضر كانت تسأل عني وتقول لم تأخرت في الوصول, وكنت في الطريق إليها, وبعد وصولي بقليل رأتني وطلبت مني دخول الحمام, ولكن لم ألحق, فقد توفيت بعدها بقليل, فما يكون تفسير سؤالها المستمر عني؟ هل هي راضية عني؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سارة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

إننا نرحب بك في الموقع، نسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، ونشكر لك هذا الاهتمام والسؤال، ونتمنى أن يكون سؤال الوالدة –رحمة الله عليها– عنك دليلا على الاهتمام بك، ودليلا على حسن برك بها، وعلى كل حال فإن البر للوالدة لا ينقطع بموتها، ولكن يستمر بالدعاء لها، وبالاستغفار لها، وبصلة الرحم التي لا توصل إلا بها، بإكرام صديقاتها، بتذكرها بأعمال الخير والصدقات، ونسأل الله أن يرفعها ويرفعكم درجات، ونسأل الله أن يعيننا على بر آبائنا والأمهات، هو ولي ذلك والقادر عليه.

كما أن سؤالها لك في تلك اللحظات يدل على مكانتك عندها، والإنسان عند احتضاره ينبغي أن نحضره ونذكِّره بالشهادة، ونلقنه، ونردد إلى جواره كلمة التوحيد ليموت وهو يردد هذه الكلمة العظيمة، فمن كان آخر كلامه من الدنيا (لا إلهَ إلا الله) دخل الجنة، وأرجو ألا تغتموا وتهتموا كثيرًا بهذا الأمر، وإذا كنت قد تأخرت لسبب فذلك أمر لا غُبار عليه، أما إذا كان التأخر بغير سبب وأنت تعمدت التأخر عليها –وهذا مُستبعد– فإننا عند ذلك ندعوك إلى أن تستغفري لها ولنفسك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعيننا على بر آبائنا وأمهاتنا والصبر عليهم.

أرجو أن تعلمي أنك امتداد لعملها الصالح بصلاحك، فكوني في الصالحات، وتوجهي إلى رب الأرض والسماوات، واعلمي أن كل إنسان سيمضي في هذا السبيل، ولكن على أي خاتمة سنمضي؟ كما نسأل الله أن يرحمها برحمته الواسعة، وأن يكون في هذا الوباء الذي ماتت به كفارة لها، ونتمنى أن يكون شهادة لها، فإنها تشبه المبطونة، والمبطون شهيد، ونسأل الله أن يكفّر سيئاتها، وأن يغسلها من خطاياها بالثلج والماء والبَرد.

نسأله أن يشفي كل مريض، وأن يرحم كل ميت، وأن يرحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه، وأن يحشرنا وأمواتنا في صحبة رسولنا مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا، وأن يعيننا وإياك على بر آبائنا وأمهاتنا، وبشرى لنا ولك، فإن البر بالآباء والأمهات من الحسنات التي يجد الإنسان طعمها وآثارها وثمارها في الدنيا، مع ما ينتظره من أجر وفير وثواب عند الله جزيل.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

www.islamweb.net