أعاني من أفكار مزعجة ولا أدري ما سببها؟
2013-05-27 01:55:29 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أريد أن أطرح مشكلتي، وهي التفكير بأشياء لا يجب أن أفكر بها، وهي تتعدى حدودي مع الله سبحانه وتعالى، ولا أستطيع التوقف عنها، فكل ما يذكرني شخص بقصة دينية أو حديث أو آية قرآنية أتذكر الله، وتبدأ الأفكار المزعجة.
أعاني من هذا التفكير منذ 3 سنوات، وكما أن هذه الأفكار تختفي عند فصل الشتاء، وتظهر عند فصل الصيف، لا أعلم كيف أبعد نفسي عنها، وخصوصاً أنها تشغل تفكيري وأبدأ بالسرحان، وأتعوذ من الشيطان، لكن لا تذهب أبداً، وعند الصلاة وقراءة القرآن تظهر هذه الأفكار المزعجة، والتخيلات، وهي شبه مضحكة.
علماً أنها محرمة كالاستهزاء، أرجو مساعدتي خصوصاً أني محافظ على الصلاة -والحمد لله- ولكن أشعر بالضيق عند التفكير بهذه الأشياء، وأشعر أني أسب (الله تعالى) -أستغفر الله-.
ارجو مساعدتي، وما هذا الذي أعاني منه؟
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك على التواصل مع الشبكة الإسلامية، ونبشرك بأن علاج حالتك ممكن، وهذه الحالة تسمى بالوساوس القهرية الملحة والمستحوذة، والوساوس لها عدة أنواع قد تكون فكرة متسلطة، وقد تكون فكرة قبيحة سخيفة وسيئة المحتوى، وكثيراً ما تكون حول الأمور الدينية والأخلاقية أو الجنسية؛ لأن الوساوس في مجملها تكون أفكاراً مستقاة من المجتمع وأفكاره وقناعاته.
موضوع أن هذه الأفكار تأتيك أكثر عند الصلاة، أو قراءة القرآن، هذا نسميه بالرابط المثير؛ لأن المحتوى أصلاً محتوى ديني، فالأمور الدينية سوف تثير هذا الوسواس القبيح.
موضوع أنها تختفي في فصل الشتاء، وتظهر في فصل الصيف، هذا قد يكون نوعاً من المصادفة العادية؛ لأن الوساوس يعرف عنها أنها لا تكون على نفس النسق، ولا على نفس النمط والشدة، فهي تتأرجح ما بين الزيادة والنقصان.
الوساوس كثيراً ما تختفي تلقائياً، ولكنها في مثل عمرك مزعجة، فهي تجعل الإنسان يكتئب ويضعف تركيزه، وتسبب له الكثير من المشاكل.
العلاج أخي الكريم: أنت عرفت أن هذه وساوس، ومن طرق علاجها تحقيرها، وأن لا تدخل في تفصيلاتها، ولا تجيب عليها ولا تحللها، هذا مهم، وإن حاولت مناقشتها وإخضاعها للمنطق، وهذا نسميه بالحوار الوساوسي، وغالبا يكون مضرا بصاحبه، وحين تأتيك الفكرة قل لها أنت فكرة حقيرة، ولن أناقشك، واستعذ بالله من الشيطان الرجيم.
العلاج الثاني، وهو مهم جدا، وهو العلاج الدوائي وسبب فائدة هذه الأدوية بإذن الله، هو أنه أتضح أن الوساوس القهرية لها علاقة بتغيرات داخل الدماغ، وهي تغيرات بسيطة، وتحدث للموصلات العصبية داخل الدماغ، وهناك مادة تعرف بالسيرتونين، وهي من المواد التي تتأثر كثييرا، وتؤدي إلى هذه الوساوس.
إن استطعت الذهاب للطبيب النفسي، فهذا جيد، وإن لم تستطع فتفاهم مع أسرتك، وقل لهم إننا أرشدناك إلى التطبيق السلوكي، ومن الضروري أن تتناول الدواء، ومن أفضل الدواء، دواء يعرف باسم (فلوكستين) وهذا هو اسمه العلمي، وله اسم آخر هو (بروزاك)، ولكن قد تكون له تسمية أخرى في اليمن، والدواء سليم، وليس إدمانيا، وليس له آثار جانبية مضرة، -بإذن الله تعالى-.
الجرعة في حالتك تبدأ بتناول كبسولة واحدة بعد الأكل، لمدة أسبوعين، ثم تجعلها كبسولتين في اليوم، أي 40 مليجرام في اليوم، وتستمر عليها لمدة 4 أشهر، ثم تخفضها لكبسولة واحدة في اليوم لمدة 4 أشهر، ثم كبسولة واحدة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
هذه الطريقة التي تتعامل بها مع هذه الوساوس، وأطمئنك أيها الفاضل، أنها ليست دليلاً على ضعف شخصيتك، أو إيمانك، فعلى العكس تماماً، هي دليل على حسن إسلامك وإيمانك؛ لأن هذه الوساوس أتت حتى لبعض الصحابة رضوان الله عليهم، وقد اشتكوا منها للرسول -صلى الله عليه وسلم-، ونصحهم بأن بقول الشخص: (آمنت بالله ثم لينته). بمعنى عدم الخوض فيها.
الحمد لله، بعد اكتشاف هذه الأدوية الحديثة أصبح علاج هذه الوساوس سهلاً جداً، فاجتهد في دراستك، ووزع وقتك بطريقة صحيحة، ومارس الرياضة، وهذا كله فيه صرف للانتباه عن التركيز على هذه الوساوس؛ لأن الوساوس تتصيد الإنسان في أوقات الفراغ.
كن حريصاً على الصلاة، وتلاوة القرآن، ولا تجعل للشيطان سبيلا ليصدك عن حسن العبادة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.