ما سبب حرقان فروة الرأس وتساقط الشعر رغم العناية الشديدة به؟

2013-10-23 23:55:45 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أعاني منذ سنوات من حرقان في فروة الرأس، خصوصًا في مقدمة الرأس مع تساقط الشعر في هذه المنطقة مع جروح، علماً بأن شعري طويل ولا أُسشور ولا أصبغ، ولا أستعمل كيماويات في شعري، فقط أستخدم حمام زيت بجوز الهند أو زيت الزيتون، وأغسل شعري بشامبو الأطفال نونو أو جونسون لقلة المواد الكيميائية به.

باختصار: أنا مهتمة بشعري ولا أضره بالكيماويات ولا للحرارة مطلقًا، ولقد لجأت لاستشاري جلدية وأجريت فحصاً، فتبين أنه لا يوجد عندي مرض الغدة، ووصف لي علاج شامبو KELUAL DS للقشرة، -الحمد لله- مع استخدامه انتهت مشكلة القشرة لدي تمامًا، وغسول DEFOSALIC و Zinc-ACE حبوب الزنك و Panthophil فيتامين مقو للشعر، ولكنني لم أشعر بتحسن فوصف لي LEVOZAL للحساسية، ولا يوجد أي تحسن، فما هو السبب والعلاج؟ وهل الحالة النفسية لها علاقة بذلك؟!

علمًا بأن شقيقتيّ كانتا تعانيان من مشكلتي نفسها، فذهبتا لهذا الاستشاري الذي أتعالج عنده، ووصف لهن حبوب الزنك والغسول وأنبولات ANASTIM فقط، وشفوا -والحمد لله- لكن الشعر لم ينمُ، فهل الأنبولات هي سبب الشفاء؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من المعروف -أختنا الكريمة- أن الشعر الموجود في فروة الرأس يكون في ثلاث مراحل: مرحلة النمو Anagen، ومرحلة الكمونCatagen، ومرحلة السقوط Telogen، حوالي 90% من الشعر الموجود بفروة الرأس يكون في مرحلة النمو، ولذلك لا نشعر بحدوث تساقط بصورة ملحوظة بشكل يومي، ولكن عند حدوث أي مشكلات صحية تؤثر على نمو بويصلات الشعر بصورة مثالية، فإنها تدخل مبكراً في مرحلة الكمون والتساقط، وتستغرق الفترة من الدخول المبكر إلى مرحلة الكمون حتى حدوث التساقط حوالي 4 شهور، ولذلك إذا حدثت مشكلات صحية حادة، مثل اتباع حمية غذائية قاسية، أو ارتفاع حاد في درجة الحرارة (الحمى)، أو عدوى جرثومية شديدة، أو عمليات الجراحية، أو ولادة، فإن التساقط يكون ملحوظاً بعد حوالي أربعة شهور من الحدث الذي سببه.

أما إذا كان تساقط الشعر باستمرار ولفترات طويلة، فتوجد أسباب أخرى، مثل: الأمراض المزمنة، وأمراض الغدة الدرقية، والحميات الغذائية غير الصحية، ونقص تناول البروتين في الوجبات، ونقص الحديد أو نقص عدد كرات الدم الحمراء، والأنيميا، وتناول بعض الأدوية، والتوتر والقلق، ولذلك يجب أخذ التاريخ المرضي بواسطة طبيب متخصص، وتوقيع الكشف الطبي على الشعر للتأكد من نوع تساقط الشعر الذي تعانين منه، وطلب بعض الفحوصات المتعلقة بالأسباب المتوقعة لتساقط الشعر، وتدارك وعلاج أي مشكلات، أو أمراض إن وجدت -لا قدر الله-، وهنا أؤكد على ما ذكرته سابقاً، أن التوتر والقلق والحالة النفسية لها تأثير على نمو الشعر بشكل مثالي، ونحمد الله على عدم إصابتك بأي مشكلات بالغدة الدرقية.

وأتصور أنه في حالتك، مشكلة الأنيميا لها دور في التساقط الذي تعانين منه، وكذلك الهالات السوداء كما ذكرنا، ولذلك يجب التواصل مع الطبيب لعلاج تلك المشكلة بشكل فعال.

النوع المذكور سابقاً هو نوع من تساقط الشعر يسمى Telogen Effluvium، ويختلف عن الصلع الوراثي، وعلاج النوع الأول يكون بعلاج، أو تجنب الأسباب التي أدت لحدوث التساقط، بالإضافة إلى استعمال بعض محفزات نمو الشعر مثل: Anastim or decros for women مثل النوع الذى استخدمته شقيقاتك، والفيتامينات والمكملات الغذائية مثل priorin n لفترة زمنية محددة، للمساعدة في عودة الأمور إلى سابق عهدها، أما بالنسبة لأنواع تساقط الشعر الأخرى وأهمها الصلع الوراثي، فعادة يظهر في صورة فراغات في فروة الرأس، بالإضافة إلى صغر أو ضمور في الشعر في هذه الأماكن، ويمكن أن يصاب الشخص بنوعي التساقط معاً.

وقد يساعد تساقط الشعر بكثافة في ظهور أماكن التفريغ بشكل أوضح، ويجب التأكد من عدم إصابتك بالصلع الوراثي، وبالأخص أنك تعانين من فقدان للشعر في المنطقة الأمامية، وبالنسبة لعلاج الصلع الوراثي، فالعلاج الأمثل هو مستحضر المينوكسيديل بالجرعة السليمة ولفترات طويلة، وعادة ما يستخدم على فروة الرأس وهي جافة، بواقع 6 بخات مرتين يومياً توزع على فروة الرأس، وبالأخص الأماكن التي يوجد بها تفريغ، والتأكد من تلامس المستحضر مع فروة الرأس وعدم ضياعه على الشعر، وحتى لا تعود الأمور إلى ما كانت علية سريعاً بعد التوقف عن العلاج، يجب استخدامه بالجرعة الكاملة لمدة سنة كاملة على الأقل، على أن يكون ذلك تحت الإشراف الطبي.

ومن الجيد اهتمامك بشعرك، والتعليمات التالية مهمة في كيفية العناية بالشعر، وتوفير البيئة المناسبة لنموه في أفضل صورة ممكنة بالنسبة لطبيعة الشعر الخاصة بكل شخص:

• الاهتمام بالتغذية الصحية، لا بد أن تحتوي على كمية مناسبة من البروتينات الحيوانية، والفيتامينات والمعادن، وشرب كمية كافية من الماء يومياً.

• الاهتمام بالصحة العامة، وممارسة الرياضية لتنشيط الدورة الدموية لفروة الرأس، وتجنب التوتر والقلق، وأخذ قسط كاف من النوم يومياً.

• غسل الشعر باستخدام الشامبوهات، وتجنب استعمال الصابون بأنواعه، على أن يكون الغسل متباعداً، وعادة ما يكون ذلك بمعدل من مرتين إلى ثلاث بالأسبوع، وتجنب استعمال الماء الساخن.
• يجب استخدام منعم الشعر Conditioner مع غسل الشعر باستمرار، لأنه بمثابة المرطب للشعر.

• يفضل تجفيف الشعر برفق بالفوطة، ويفضل أن يتم تسليك التشابك بالأصابع، ثم بداية التسليك باستخدام مشط متباعد الأسنان من أسفل إلى أعلى، ثم استخدام الفرشاة في النهاية.

• لا تضعي أي مستحضرات يوجد بها كحول مثل: الجل، والموس، وسبراي الشعر على الشعر عند تصفيفه.

• تجنبي فرد الشعر بالكريمات الكيميائية، أو بالتسخين، وكذلك تغيير اللون بالصبغات باستمرار، وبالأخص التي تحتوي على الأمونيا.

• تجنبي شد الشعر أثناء التصفيف أو استخدام ربطات الشعر المطاطية، وبالأخص بصورة مشدودة بقوة Hair bands and clips.

أما بالنسبة لالتهاب فروة الرأس والقشور، فهي نوع من أنواع الأكزيما الدهنية بفروة الرأس، وهذا النوع من الأكزيما أو القشور يكون متكرراً، بمعنى أنه قد يختفي لفترة أو تقل شدته، ثم يعاود الظهور أو التهيج مرة أخرى، ويمكنك استعمال علاجات طبية فعالة للتخلص من هذه المشكلة مثل Betnovate scalp application or Elocom lotion بواقع مرة واحدة يومياً لمدة من أسبوع إلى أسبوعين فقط، حسب الحاجة حتى يتم التخلص من القشور والالتهاب، ثم تستمرين بعد ذلك في استعمال الشامبوهات المضادة للقشرة مرة أو مرتين أسبوعياً حسب الحاجة، حتى تحافظي على فروة الرأس صحية وخالية من القشور.

ومن هذه الشامبوهات النوع الذى ذكرته kellual، ويمكنك أيضاً استعمال الشامبوهات التي تحتوي على مادة ketoconazoleor Selenium sulphide، وذلك للتقليل من الحاجة إلى استخدام المستحضرات الطبية المذكورة سابقاً، لأنها تحتوي على الكورتيزون الموضعي، والتي يجب استخدامها لفترات قصيرة، وبشكل متقطع لتجنب أي آثار جانبية تنتج عن استعمالها باستمرار لفترات طويلة، وبهذا الأسلوب العلاجي يمكنك التغلب والسيطرة على تلك المشكلة –إن شاء الله-.

وفقكم الله وحفظكم من كل سوء.

www.islamweb.net