لا أفهم الناس ولا يفهمونني وأخاف منهم ومن كل شيء
2013-11-17 00:29:15 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا متعبة جداً، لا أفهم من حولي ولا يفهمونني ولا أعرف كيف أجعلهم يفهمونني، ولا أستطيع التعبير عما بداخلي، ولا أستطيع تقييم شيء، أخاف من الناس ومن كل من حولي ولا أعرف كيف أرد عليهم، ضعيفة دائما والكل يعرف هذا، أبكي من كل شيء ثم أشعر بالذنب، وأخاف وأدقق في كل شيء، ما وصلت له بسبب عوامل كثيرة في تربية والداي، لكنني لا أقولها بل أقول أنهما يفعلان كل شيء جميل لأجلي.
عندما كنت صغيرة كنت مرحة ومنفتحة لكني الآن منطوية ومنعزلة، ولا أجيد أي مهارة للتعامل مع الناس ولهذا يهمشونني ولا يهمهم وجودي. في الابتدائية لم أكن أفهم من هذه التي تشرح؟ ومن هؤلاء اللاتي يجبنها؟ وعندما خرجت للفسحة ظننت أن هذا يعني الذهاب للبيت، وعوقبت لأنهم اعتبروني هربت، لم يفهموا أني لم أستوعب المدرسة، في رابع سنة بدأ المدرسون يعرفون أني ممتازة وأجيب على أسئلتهم، لكن لا زلت أفتقد الثقة في نفسي، وعندما أقف لأجيب أشعر أني سأموت من سرعة دقات قلبي، وكانت عندي صديقة أحببتها مثل أختي لكننا افترقنا لظروف تغير سكننا، وعندما قابلتها في الإعدادية وحاولت التقرب منها صدمتني لحد ما.
طيلة عمري أجتهد لكني قدراتي ضعيفة، كان أبي يدرسني رياضيات وكم ضربت لأجل هذا، ويحسسونني في البيت أني الوحيدة الغبية، وكان هذا سبب بكائي كثيراً، وفي الثانوية العامة تحديت الأوائل في المدرسة وكنت أجتهد جداً، أحل في المادة الواحدة 5 كتب، لكن المدرسين كانوا يركزون على الأوائل فقط، وحتى لو أجبت بشيء مميز لا يعيرونني انتباهاً، ومرة قال لي مدرس: انظري كيف كان مستواك سابقاً وكيف رفعته أنا؟ّ وفي ثاني ثانوي حصلت على معدل 95% وكل من حولي أقل مني، لكن أهلي أحبطوني وكأني لا يمكن أن أحقق شيئاً.
في الآخر كنت سأدخل طباً بيطرياً، لكن أبي أدخلني صيدلة مع فتاة ترافقني لكل شيء، لأني كنت خائفة جدا من الاختلاط، وتعرفت على ابنة صديق أبي في الكلية وأحببتها جداً، فلو لم تدرس لم أفعل، لكننا نختلف جداً، فهي مرحة وتجيد التحدث مع الناس والضحك معهم، وأنا أظل وافقة بجانبها بلا أي فائدة، ولا أعرف حتى كيف أتحدث معها وأفتح مواضيع رغم أننا نقضي معا كل يوم 3 ساعات ذهابا ومثلها إيابا، أخرج من البيت 7 ومحاضراتي من 9-5، ولا أصل للبيت إلا 8، ولا يوجد وقت للحديث مع أهلي أو أي شيء يسبب الفرح، عذاب في الجامعة والباص والبيت، أحس أني ميتة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ manar حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك السعادة مع الأهل والزميلات.
الصداقة من العلاقات الاجتماعية المهمة في حياة الناس، وخاصة إذا كانت مبنية على أسس قويمة خالية من المصالح الشخصية ومن الهوى، وأعظم أنواعها الإخوة في الله، فهؤلاء من الذين يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله، وقد تأتي صدفة أو متعمدة، المهم هو أن يكتشف الشخص أن هناك شخصاً آخر يبادله الاحترام والتقدير، ويشاركه الاهتمامات والميول، ويقف معه ويؤازره وقت الضيق، ويحفظ أسراره ويستر عيوبه، ويعفو عنه إذا أخطأ، ولحل المشكلة نرشد بالآتي:
1- اسعي في مرضاة الله، فإذا أحبك الله أحبك الناس.
2- ينبغي أن تتصالحي مع نفسك وتتحرري من هواها، وتثقي في قدراتك وإمكانياتك واعتزي بها، ولا تقارني نفسك بالآخرين، فما تملكينه قد لا يكون عندهم، وما يملكونه ليس بالضرورة أن يكون عندك، وفضل الله يؤتيه من يشاء من عباده، كل ما علينا هو أن نرضى بما قسمه الله لنا، ونقنع بما عندنا ونتطلع للأحسن والأفضل.
3- كوني نموذجاً في الأخلاق، واحترمي قيم وآراء الآخرين.
4- أفشي السلام على من تعرفين ومن لا تعرفين، وساعدي من يطلب منك المساعدة، واعرضي مساعدتك على من لم يطلب.
5- قدمي الهدايا لمن حولك حتى ولو كانت رمزية، فإنها تحبب فيك الناس، وازهدي فيما عندهم.
6- بادري بوصل الآخرين في مناسباتهم الاجتماعية، وشاركيهم في أفراحهم، وزوريهم في مرضهم.
7- أحسني الظن دائماَ في الآخرين، ولا تستعجلي في الحكم عليهم إلى أن يتبين لك العكس.
8- تذكري دائماً أن فترة الدراسة الجامعية هي فترة مؤقتة ستنقضي بسرعة، وهي فترة تحصيل علمي، وفترة إعداد للمستقبل ليس الهدف منها تكوبن علاقات اجتماعية أو صداقات، فهذه أهداف ثانوية وليست غاية في ذاتها، فنجاحك وتفوقك هو الهدف الأساسي، وبعده -إن شاء الله- تشعرين بالسعادة وسط أهلك وزميلاتك وصديقاتك.
نسأل الله لك التوفيق.