أعاني من نسيان تام وعدم الشعور بالحياة وكأنني في وهم

2013-11-23 23:27:40 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أحب أن أوضح مشكلتي، وقد بدأت معي منذ سنتين، عندما تعرضت لموقف أخافني خوفا بسيطا، المشكلة هي عبارة عن نسيان تام وعدم الشعور بالحياة، أشعر وكأنني في وهم وخيال، لا أشعر بالوجود، أنا خارج الصورة تماماً، تفكير زائد ساهي، مع تقلب المزاج، ويصاحب هذه الأعراض عسر هضم وانتفاخات.

أتمنى منكم صرف دواء مناسب، وغير إدماني، وشكراً جزيلاً لكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قبل أن نتحدث عن الدواء كعلاج يجب أن نتعرف على حقيقة المشكلة التي تعاني منها، والذي أتصوره أنه قد حدث لك نوع من الضغط النفسي العصبي نتيجة للموقف الذي أخافك، ومن ثم بدأت حالة القلق العام تسيطر عليك، مما ضعف تركيزك وأخل بمشاعرك، حتى حيال نفسك، وأصبحت تنظر إلى نفسك من بعيد أو يسمى باضطراب الأنّية من الدرجة البسيطة.

تقلب المزاج ظاهرة قلقية في المقام الأول، وربما تكون أيضًا متعلقة بشخصيتك، والأعراض الجسدية مثل عسر الهضم والانتفاخ يمكن ربطها بأعراضك النفسية، لأن النفس والجسد يتأثر بعضه ببعض، ومثل هذه الأعراض تندرج تحت ما يسمى بالأعراض النفسوجسدية.

الذي أراه أن تتناسى وتقلل تمامًا من قيمة المشهد والموقف الذي حدث لك سابقًا، وكان هو السبب في بدايات قلقك وخوفك، لابد أن تضع صورة ذهنية مختلفة في نفسك، فأنت الآن تتمتع إن شاء الله تعالى بعوامل النضوج النفسي والجسدي والوجداني، ويجب أن تكون لك الضوابط الإيجابية حول مشاعرك.

عليك أن تعبّر عن همومك وأفكارك وما يُرضيك وما لا يرضيك، هذا متنفس ضروري ومهم، حيث إن السكوت على ما لا يُرضي - خاصة الأشياء البسيطة – يؤدي إلى احتقانات متكررة، وهذه تؤدي إلى انفعالات سلبية.

يجب أن تهتم أيضًا بغذائك وتنظمه، وأن تأخذ قسطًا كافيًا من الراحة، والنوم المبكر مفيد جدا، يحسّن التركيز، ويُبعدك إن شاء الله عن الأعراض التي تعاني منها.

العلاج الدوائي المطلوب في حالتك هو علاج بسيط جدا، ومن أفضل الأدوية التي تفيد في حالتك عقار يعرف باسم (سولبيريد Sulpiride) هذا هو اسمه العلمي، واسمه التجاري هو (دوجماتيل Dogmatil) لا مانع من أن تبدأه بجرعة كبسولة واحدة ليلاً، وقوة الكبسولة هي خمسون مليجرامًا، تناولها يوميًا لمدة أسبوع، ثم اجعلها كبسولة صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم كبسولة مساءً لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.

أتصور أنك الآن في المرحلة الطلابية، وعليك أيضًا أن تهتم بأمر مستقبلك ودراستك، وتسعى للتأهيل الأكاديمي الصحيح الذي يفيدك مستقبلاً.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

www.islamweb.net