ما أراه في منامي يتحقق في الواقع.. فما تفسيركم لذلك؟

2014-01-16 03:20:05 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً على ما تقدمونه

ما أراه في منامي يحدث، فهل عندكم تفسير لهذه الحالة؟ مع العلم أني -والحمد لله- دائم المحافظة على الوضوء قبل النوم، وما أراه في منامي ويتحقق أشياء طيبة وخيرة لي، وما شجعني على طرح سؤالي أو استشارتي هو أن الموضوع تكرر أكثر من مرة وعلى فترات قريبة وبعيدة.

تقبلوا استفساري هذا بصدر رحب، شاكراً لكم مجهوداتكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عماد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يجعلنا وإياك من عباده الصالحين وأوليائه المقربين.

وبخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل- من أن كل ما تراه في منامك يحدث في الواقع، فأنا أقول: هذه من عاجل بُشرى المؤمن؛ لأن هذه من الصفات التي اختصَّ الله نبيه محمدًا - صلى الله عليه وسلم – كما ورد في الصحيح، أن أمنا عائشة – رضي الله تعالى عنها – أخبرتنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم – كان لا يرى رؤيا إلا وقعت مثل فلق الصبح، كهذه الحالة التي تتكلم أنت عنها الآن، فهذا يدل على أنك على خير وأنك إلى خير، وأن الله قد خصّك بهذه النعمة، ولكن ليس معنى ذلك أن تغتر وأن يدخلك العُجب بأنك قد أكرمك الله تبارك وتعالى بهذه النعمة العظيمة؛ لأنها صفة من صفات النبوة، وعطية من رب كريم لعبدٍ نسأل الله أن يكون كريمًا.

أنت تعلم أن بعض المسلمين قد يكون فيهم بعض صفات النبي -عليه الصلاة والسلام- كالحِلْم والأناة، كذلك أحيانًا تكون فيه صفة -مثلاً- كصفة الرحمة وصفة التواضع وغير ذلك، الله تبارك وتعالى يختص بعض عباده ببعض خصال النبي محمد -عليه الصلاة والسلام – وأنت قد أكرمك الله تبارك وتعالى بأن خصك بخصوصية رؤيا النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم – فعليك ألا تغتر بهذه النعمة، وأن تحافظ على علاقتك الحسنة مع الله تبارك وتعالى بهذه الطريقة التي أنت عليها الآن وزيادة، من أنك بفضل الله تعالى تحافظ على الطاعة، تحافظ على الوضوء قبل النوم –وهذه نعمة عظيمة – كذلك أيضًا تحافظ على الصلوات في جماعة، تحافظ على أذكار الصباح والمساء، وتحافظ على ورد من القرآن الكريم؛ لأن هذه نعمة عظيمة حباك الله تبارك وتعالى بها، فحافظ عليها، واعلم أن قيد النعمة إنما هو الطاعة والشكر، فشكرك لله تبارك وتعالى على هذه النعمة العظيمة بأن تحافظ على طاعة الله تبارك وتعالى، وأن تجتهد في طاعته وإرضائه سبحانه وتعالى، وأن تواظب على ما يُحبه من الأذكار والأدعية وقراءة القرآن والبعد عن الحرام؛ لأن هذه منحة عظيمة ورائعة جدًّا؛ لأنها صفة من أخص صفات النبي - صلى الله عليه وسلم – والأمة في حاجة إلى أمثالك ممن أكرمهم الله تبارك وتعالى بهذه العطية العظيمة والمنحة الكبيرة.

فكما ذكرت لك حافظ عليها بالطاعة، بأداء ما افترض الله وترك ما حرم الله، على نور من الله، حتى تستمر لديك هذه النعمة العظيمة التي أكرمك الله بها، وإذا رأيت رؤيا خير فحدّث بها من تحب، أما إذا رأيت سوءا أو شرًّا فعليك بهدي النبي - عليه الصلاة والسلام – من عدم الإخبار به، وأن تغيّر نومتك فتنام على شقك الآخر الذي كنت تنام على عكسه، وتسأل الله تبارك وتعالى خيرها، وتستعيذ بالله عز وجل من شرها، إلى غير ذلك مما علمنا إياه النبي - عليه الصلاة والسلام – .

فهي بشرى طيبة وصفة جليلة رائعة، أسأل الله أن يزيدنا وإياك من فضله، وأن يعيننا وإياك على ذكره وشكره وحسن عبادته، إنه جواد كريم.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net