لدي صعوبة في بلع الريق وضيق وألم في الصدر والرقبة.. فما تشخيصكم؟

2014-07-20 04:45:55 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم على ما تقدمونه لنا من مساعدة، وأشكر جميع القائمين على هذا الموقع الذي استفدت منه الكثير، سأشرح تاريخي المرضي كاملا لكي تتضح الصورة؛ لأن لي سنة كاملة، وأنا أعاني من هذه الأعراض، ولم أجد نتيجة عند الأطباء، ووصل لدي الأمر إلى حد الوسوسة والتوهم، ولا أظن أنني سأجد ضالتي إلا لديكم فاسمعوني أثابكم الله:

أنا شاب عمري 22 سنة، أزيد عن وزني الطبيعي 10 كيلو، قبل عام من الآن كنت أدخن، وأكلت وجبة دسمة مليئة بالبهارات، وبعدها أتتني رغبة بدخول الحمام للبراز - أكرمكم الله – فصبرت، ولم أستطع دخول الحمام، وكنت أشعر كأن بطني تتقطع، بعدها بقليل شعرت برغبة بالاستفراغ، وضيق التنفس، وبدأت أقلق من ضيق التنفس، وأحسست بخفقان شديد في القلب، وثقل في الجسم، فذهبت للطوارئ، وعملت تخطيطا للقلب، وكان كل شيء سليما، -والحمد لله- حافظت على ديني، وتركت التدخين من ذلك اليوم، ولكن بعدها أصبحت أشعر بضيقة شديدة في التنفس لدرجة أنني لا أستطيع النوم، وإذا نمت أستيقظ، وكأنه يوجد شيء يخنقني.

ذهبت لطبيب الصدر، وكان كل شيء سليما عدا ضغط الدم، فكان مرتفعًا قليلاً، واستعملت بخاخ الربو، لكنه لم ينفعني، ذهبت لطبيب باطني وتحليل الكولسترول، والدهون الثلاثية، وجرثومة المعدة كل شيء كان سليمًا، وأعطاني علاجًا لارتجاع المريء، ذهبت لطبيب قلب وعملت تخطيط قلب، والإيكو، وقال كل شيء سليم عدا الارتفاع في ضغط الدم، والارتجاع في الصمام الرئوي بسيط جدًا، وقال: إنه خلقي، وأعطاني كونكور، لكني لم أستعمله.

( ملاحظة ضغط الدم عند قياسه في البيت يكون طبيعيًا )، وفي المستشفيات 140/90.

- ذهبت لشيخ قال إنها عين سببت لي عسر هضم، ولكني تعالجت من العين كما قال الشيخ، وما زالت الأعراض، ومع ذلك أشعر بتحسن خفيف بعدها.

- أخيراً ذهبت لدكتور باطني، وأعطاني بيبتازول وزيروكسات ( ولكنني لا أريد استعمال شيء إلا بمشورتكم ).

الأعراض العامة:
1 - عدم القدرة على أخذ نفس عميق دائمًا إلا بعد عدة محاولات.

2 - منذ أسبوعين ألاحظ لون أظافر اليد في بعض الأحيان تكون وردية غامقة، ولا أظنها طبيعية.

3 - الفترة الاخيرة لاحظت ألما في الجهة اليسرى من الصدر حول الثدي مثل النغز، ولكنه مستمر مع وجود مثل الشد في أعلى الصدر ويوجد نغز في يسار الصدر الأيسر.

4 - أحيانًا أشعر بصعوبة في بلع الريق فقط، وكأنني أختنق.

5 - منذ بضعة أشهر أحسست بألم في الرقبة يمتد إلى الكتف مع ثقل، وألم بسيط في اليد اليسرى ينتقل إلى العضد والساعد والرسغ، (هل ممكن أن يكون بسبب الأبهر أو العرق؟).

6 - الفترة الأخيرة أشعر مثل: الشد في الفك.

7 - أشعر مثل النبض في الجسم كالبطن، وباطن القدم، واليد يمين الصدر والأجناب.

هذه الأعراض أثرت على حياتي الاجتماعية والدراسية، وأصبحت مشوشاً، أريد أن أعرف هل أثق بتشخيص الدكاترة؟ فقد أصبحت أشعر أنني لم أصف حالتي جيدًا؛ ولأنني دائما أشك أنها أعراض الذبحة الصدرية، أو شيء في القلب، أو الجلطات، أو وجود خلل في الأوعية الدموية، أو الشرايين، أو التهابات غشاء الرئة، والقلب، أو فتك في الحجاب الحاجز، أو مرض خطير، خصوصًا الأعراض الستة الأولى، فهي تجعلني دائم التفكير فيها؛ لأنها شبيهة بأعراض الذبحة الصدرية.

هل فحص الايكو وتخطيط القلب يكفي للاطمئنان أن كل شيء سليم؟ وماهي أفضل الفحوصات للتأكد أن كل شيء سليم؟ لأنني لا أعتقد أنه قلق؛ لأنني أشعر بآلام غريبة حتى أنني لا أستطيع وصفها للدكتور عند الكشف.

ولو كان مرضي مرضًا نفسيًا واضطرابًا قلقيًا، فلماذا لا تذهب أعراضه عندما يخف القلق؟ أنا أمارس الرياضة دائمًا، لكني تركتها بعدما زادت الأعراض كشد الفك، وألم الصدر، واليد اليسرى خوفًا من تأثير الرياضة عليها.

عذراً على الإطالة، لم يعد لي بعد الله سواكم، أرجو أن تكون الرسالة واضحة فقد مللت من وضعي العام، ومللت من الذهاب للمستشفيات.

ولكم جزيل الشكر.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ريان عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لقد قمت بمراجعة العديد من الأطباء، وقد طمأنك الجميع أنه -والحمد لله- تحاليلك سليمة، وكذلك الدراسة الشاملة للقلب التي أجريتها كانت سليمة -والحمد لله-، وأن غالب الأعراض التي تشكو منها ليس فيها أيًا من الأعراض التي تدل على إصابتك بمرض محدد، وانما هي تسمى طبيا بأعراض لا نوعية، ويمكن أن يشتكي منها أي انسان دون أن تدل على إصابة، أو أي مرض في الجسم -لا قدر الله-.

لذا النصيحة يا أخي بالاطمئنان، ومحاولة تناسي وتجاهل ما تشكو منه، وأن تحاول إشغال نفسك بنشاطات اجتماعية، أو رياضية، أو دينية، وأن تلجأ لذكر الله كثيرًا، { إلا بذكر الله تطمئن القلوب }، وتحمد الله على العافية في الجسم التي تفضل الله عليك بها، وأنت الآن لا زلت في سن الشباب، فحاول الالتزام بممارسة الرياضة اليومية، وخاصة رياضة المشي لما لها من فوائد كبيرة على جسمك وصحتك، وحتى على نفسيتك.

ونرجو من الله لك دوام العافية.
+++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. محمد مازن استشاري استشاري باطنية وكلى
وتليها إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان:
+++++++++++++++++++++++
لقد قمت بتدارس رسالتك، وأضيف إلى ما ذكره الدكتور محمد مازن أن الأعراض التفصيلية التي ذكرتها في السبع نقاط الواضحة بذاتها تدل وبما لا يدع مجالاً للشك أن حالتك بالفعل هي حالة نفسية في المقام الأول، ومخرجات الأعراض التي تشتكي منها نستطيع أن نسميها بحالة نفسوجسدية، والبعض يسمي هذه الأعراض والحالات بالتجسيد، يعني أنها أعراض جسدية ناتجة من قلق وتوترات، وربما شيء من المخاوف والوساوس دون وجود علة عضوية حقيقية.

أيها الفاضل الكريم: ما قمت به من فحوصات كاف جدًّا، -والحمد لله- كلها سليمة، ولا أريدك أبدًا أن تجري أي فحوصات أكثر مما قمت به؛ لأن ذلك – أي إجراء الفحوصات المتكررة – يؤدي إلى نوع من التوهم المرضي، لكن لا مانع من أن تراجع طبيبك – طبيب الأسرة مثلاً – مرة كل ستة أشهر من أجل الفحص العام للتأكد من صحتك بصفة عامة، هذا (أخي) جيد وأفضل.

ممارسة الرياضة تعتبر أمرًا أساسيًا، أنت تركت الرياضة نسبة لزيادة الأعراض كشد الفك وألم الصدر، أنا أقول لك أن الرياضة علاج لهذه الانقباضات العضلية، أنت لا تعاني من مرض في القلب، ولا تعاني من مرض في الفك، إنما كلها توترات نفسية أدت إلى توترات عضلية، فالرياضة ممارستها جيدة فاحرص عليها.

تطبيق تمارين الاسترخاء أيضًا سوف يفيدك، ووضعية النوم يجب أن تكون سليمة جدًّا، بمعنى أن تنام على شقك الأيمن، وألا تنام على وسائد أو مخدات مرتفعة، وأن تكون حريصًا على أذكار النوم، هذه كلها مهمة جدًّا من حيث علاج حالتك.

سؤالك حول: إذا كانت أعراضك نفسية ونتيجة لاضطراب وقلق لماذا لا تذهب هذه الأعراض عندما يخف القلق؟ .. القلق قد يخف ظاهريًا، لكنه كثيرًا ما يكون داخليًا، وهذا نسميه بالقلق المقنع، بل العكس تمامًا القلق المقنع هذا يؤدي إلى زيادة في الأعراض الجسدية مع قلة في الأعراض النفسية، هذا هو التفسير أيها الفاضل الكريم.

بالنسبة للعلاج الدوائي الذي وصفه لك الأخ الطبيب: الزيروكسات دواء رائع ورائع جدًّا وفاعل جدًّا، وأنا أرى أن تستعمله بجرعة عشرة مليجرام (نصف حبة) تناولها لمدة شهر، وهذه جرعة صغيرة جدًّا، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة لمدة شهرين، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهرين، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم نصف حبة مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

وأفضل أيضًا أن تدعم الزيروكسات بعقار (سلبرايد)، والذي يسمى تجاريًا (دوجماتيل)، وتوجد صناعة سعودية ممتازة جدًّا يُسمى تجاريًا (جنبريد)، وجرعته هي كبسولة واحدة، تتناولها صباحًا لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله.

الدواء الآخر الذي وصفه لك الطبيب هو دواء خاص للمعدة والهضم، ولا بأس بتناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

www.islamweb.net