محتارة بين العودة لبلدي أو البقاء مع زوجي

2015-06-18 04:02:31 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أم لطفلين، أعيش مع زوجي في أبو ظبي، ونحن من الجزائر، منذ فترة جاء عمل لزوجي في مكان خاص، وسيكون دوامه نصف يوم لمدة شهر ونصف، وأنا وحيدة في ذلك البلد، فاقترحت عليه أن أسافر لأهلي وهو يأتينا كل شهر ونصف، لأن لديه إجازة خمسة عشر يوماً، وافق على ذلك لكنني فعلاً لا أرتاح للسفر.

المشكلة أن بقائي صعب، فماذا أفعل وحدي في البيت مع ابنتي وولدي لمدة خمسة وأربعين يوماً؟

وهناك مشكلة أمه التي قد تفتعل المشاكل إن ذهبت ومكثت عند أهلي، لأن بيت زوجي بعيد جداً عن بيت أهلي، وأنا لا أملك بيتاً مستقلاً، فكرت في البقاء وأن أضع أولادي في المدارس، وأذهب لحفظ القرآن في الفترة الصباحية، فأشغل وقتي ولا أشعر بالوحدة، فما العمل؟ وهل الحل الذي فكرت فيه صحيح؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم صفية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله لك ولزوجك السعادة والاستقرار، والفوز بمجاورة رسولنا المختار في الجنة دار القرار.

الأصل –يا ابنتي- أن تبقى الزوجة مع زوجها وبالقرب منه، وفي المكان الذى يحب، والحياة الزوجية تحتاج إلى تضحيات من كل الأطراف، وشجرة الحب تحتاج إلى رعاية دائمة ووصال، وسعادة الأبناء في أن يكونوا بالقرب من والدهم، والسفر المستمر حتى إذا وجد الوقت والمال صعب، وقد ورد عن علي -رضي الله عنه- أنه قال: (لولا أنه قيل السفر قطعة من العذاب لقلت العذاب قطعة من السفر).

نجد في أنفسنا ميلاً واستحساناً لفكرة البقاء في الإمارات، وأنت -ولله الحمد- في وطنك الثاني، مع التأكيد على قضية استثمار الوقت في حفظ القرآن والدراسات الشرعية، واعلمي أن سعادة أهلك في أن تكوني سعيدة ومع زوجك، وسعادة أهله في أن تكوني مع ابنهم لخدمته والتخفيف عليه، وسعادتك في أن تكوني في مكان يتمكن زوجك من سهولة الوصول إليك بعد العمل، أو عند الاشتياق إليك، والمرأة في حاجة زوجها.

وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وننصحك بالاهتمام بحسن وداع زوجك إذا خرج، وبالسؤال عنه للاطمئنان إذا سافر أو غاب، واعلمي أن الرجل يعجبه أن تقدر زوجته ظروف عمله مع إشعاره بأنه في القلب، وعليك أن تحسني استقباله إذا رجع، واجعلي وجوده معكم عيدا لك ولأطفالكم، وثقي بأن الظروف الصعبة لن تدوم، لكن الحب هو الذى ينبغي أن يدوم، والوفاء ينبغي أن يزداد يوماً بعد يوم.

نحن على ثقة بأن أمثالك من الناجحات قادرات على التأقلم مع الأوضاع والظروف، وأشعريه بأنك باقية لآجله وليس خوفاً من مشاكل أهله أو كلام أهلك، حتى يشعر أنه في المركز من حياتك واهتماماتك.

قد سعدنا بتواصلك وأفرحتنا المشاورة قبل القرار، والعاقلة تضيف بالشورى عقول الآخرين إلى عقلها، ونذكر مع الاستشارة بالاستخارة التي فيها طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، وهو على كل شيء قدير.

وفقك الله وسدد خطاك، وحفظ لك زوجك في حله وترحاله، وأسعدكم مع أطفالكم، ونبارك لكم شهر الخيرات.

www.islamweb.net