ما تشخيص الشعور بشد وتنميل وضغط في الرأس؟

2018-07-29 03:04:15 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.

أنا شاب عمري 29 سنة، بدأت مشكلتي قبل 9 سنوات بشكل مفاجئ، أصبت بضيق التنفس، وعملت فحوصات طبية، وكانت النتيجة سليمة -والحمد لله-.

ثم أصبحت تأتيني دوخة وعدم إتزان مع ضيق التنفس، وكنت أتجنب مخالطة الناس، وأحيانا أرغب في البكاء بدون سبب، وكنت منطويا على نفسي، ومع السنوات خف ذلك -والحمد لله-.

ولكن ما زال الدوار مستمرا، وخاصة عند الوقوف في مكان واحد، يجب أن أتمسك بشيء حتى لا يختل توازني وأسقط.

ثم أصبت بوسواس قهري، حيث أكرر الأشياء مرات عدة، كالصلاة والسجود، والوسواس من الأمراض، وكنت سابقا أخاف من قيادة السيارة، حيث كان يأتيني إحساس بالرغبة في رمي نفسي من السيارة.

ثم أصبحت أشعر بشد في الرأس، وكأنه سينفجر من الداخل، وأشعر بضغط وجنون وتنميل داخل رأسي، وأن الأشياء تتسارع داخله، وتأتيني أفكار مزعجة كإيذاء الآخرين، ولكني أتراجع عن ذلك.

وإذا سمعت عن شيء يعجبني، أو يزيد من حماسي أشعر بتنميل خلف أو أعلى الرأس، وإذا حاولت أن أسترخي أشعر بشد قوي يمنعني من الاسترخاء.

أشعر بالانزعاج والتعب من هذه الأعراض، ولكن إذا حاولت أن أفرح تهدأ قليلا، ويتحسن الحال، ومع الاسترخاء أحس أن رأسي يزداد في الشد أكثر فأكثر، فما تشخيص حالتي؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

المشكلة في البداية بدأت بأعراض القلق والتوتر، ولكن بعد ذلك مشكلتك أصبحت واضحة أنك أصبحت تعاني من الوسواس، والوسواس – يا أخي الكريم – هو تكرار أفكار معيَّنة، أو خوف معيَّن، أو هواجس معيَّنة تتكرر باستمرار، الشخص لا يستطيع التغلب عليها، وتُحدث له قلق وتوتر.

فإذًا هناك دائمًا شراكة بين الوسواس القهري وأعراض القلق، فدائمًا تكون هناك أعراض قلق وتوتر مع الوسواس القهري، لكن تشخيصك الواضح هو أنك تعاني من الوسواس، اضطراب الوسواس القهري، وتحتاج إلى علاج، لأنه قد بدأ يؤثِّر على حياتك، والعلاج إمَّا أن يكون علاجًا دوائيًا أو علاجًا سلوكيًّا، والأفضل الجمع بين الاثنين معًا.

والعلاج السلوكي يتمثّل في أن تُعطى مهارات تُمكّنك من السيطرة أو التخلُّص من هذه الأفكار من خلال تمارين نفسية مُحدَّدة.

أمَّا العلاج الدوائي فهناك أدوية كثيرة تُساعد في علاج الوسواس القهري، وأفضلها الـ (فافرين)، واسمه العلمي (فلوفكسمين)، وجرعته خمسين مليجرامًا، ابدأ بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – ليلاً بعد العشاء، وتحتاج إلى ستة أسابيع إلى شهرين، حتى تبدأ هذه الأعراض في الزوال، ثم بعد ذلك استمر على العلاج لفترة لا تقل عن ستة أشهر، حتى لا تحصل انتكاسة، وبعدها أوقفه بالتدرُّج، بخفض ربع الجرعة كل أسبوع.

والأفضل أن تجمع بين العلاج الدوائي والعلاج السلوكي، وفي هذه الحالة – أي عند الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج السلوكي - قد لا تحتاج إلى جرعة كبيرة من الأدوية، وأيضًا عند الجمع بين العلاجين لا تعود الأعراض بعد التوقف من الدواء.

وفقك الله وسدد خطاك.

www.islamweb.net