شعوري باستنقاص الناس لي جعلني أشعر بالفشل

2018-09-10 09:58:59 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

عندي مشكلة وهي أني أشعر أن الناس أفضل مني وأني لست مثلهم، وأي انتقاد يأتيني أو كان ردا على موضوع تحدثت به أبدأ أحللها وأقول (شفت كيف رده يدل على استنقاص لك)، وأبدأ أعيش في دوامة أني أهبل ولست ذكيا، وأن الناس تحتقرني، حتى مع أصحابي حتى أحسست أني ضعيف وأظهر بمظهر المسكين، مع أني لست كذلك، ولست أستطيع أن أظهر شخصيتي الحقيقة وأستمتع بها.

ولا يقتصر الأمر على ذلك فقط بل أنا متأخر في دراستي، فلذلك أي عائق أو مشكلة في الجامعة أتشاءم وأسقط هذا الشيء على إمكانياتي وأقول لن اتخرج، وأرى أن الطلاب أفضل مني لدرجة أني أصبحت أعيش في قهر على حالي، إلى حد يدعوني للبكاء! حتى وأنا الآن أكتب لكم أحس أني سأفشل ولن أستطيع إيصال ما أريده!


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا نرحب بك -ابننا وأخانا- في موقعك، ونؤكد لك أن ما كتبته من كلام واضح يدل على قدراتك التي وهبها لك الوهاب، فاشكر الله على ما أولاك، واجعل همك في طاعته ورضاه، وتذكر أنه سبحانه لا ينظر إلى صورنا ولا إلى أجسادنا ولا إلى أموالنا، وإنما ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا، واعلم أن الناس عنده سواسية ولا رفعة إلا بتقواه، وهو القائل: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

نحن نخطئ عندما نعظم قدرات الآخرين ونحتقر ما عندنا، فالاعتدال مطلوب، ففي كل إنسان إيجابيات وسلبيات، والسعيد هو من يكتشف نقاط القوة عنده فيحمد الله عليها وينميها، ويتعرف على مواطن الضعف فيتدارك، ومن المهم أن يرضى الإنسان بقسمة الله، ونعم الله مقسمة، وإذا أخذ الله من الإنسان شيئا عوضه بأشياء.

ومن الإعجاز في هدى النبي -صلى الله عليه وسلم- توجيهه لنا بأن ننظر إلى من هم أسفل منا ولا ننظر إلى من هم أعلى في أمور الدنيا، كي لا نزدري نعمة الله علينا. أما في أمور الدين فننظر إلى من هم أعلى منا لنتأسى بهم ونتشبه.

واعلم بأنك لست أقل من الناس، وأن العيب في الذي يعيب على الناس ولا يلتفت لعيوب نفسه، ونحن بشر والنقص يطاردنا، ولك أن تتمثل بقول الشاعر:

وإذا أتتك مذمتي من ناقص .. فهي الشهادة لي بأني كامل

والعاقل ينظر في كلام الناس عنه، فإن كان حقا أخذ به واستفاد منه، وإن كان باطل أهمله وتجاوزه، ومن يفكر بهذه الطريقة يستفيد حتى من انتقادات الأعداء الذين ربما ينبهوا الإنسان إلى نقائصه فيتدارك ويصلح الخلل.

وأرجو أن تدرك أن رضا الناس غاية لا تدرك، وأنه لم يسلم منهم حتى الأنبياء الأصفياء، وقصار القامة قد يثيروا الغبار على الشمس في ضحاها ولكن الغبار يرتد على رؤوسهم وتظل الشمس ساطعة والسماء صافية.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونتمنى أن لا تقف طويلا أمام الكلمات السالبة والمواقف السالبة، وانظر إلى الأمام واجتهد في إرضاء من لا يغفل ولا ينام، واركع واسجد لربك وافعل الخير تنال الرفعة والفلاح.

نسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك ويحفظك ويتولاك.

www.islamweb.net