كيف أخرج من دوامة الشعور بآلام القولون والصدر؟

2018-11-21 08:56:16 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم على مساعدتكم للناس، خصوصا من لا يستطيع الذهاب للعيادات النفسية، وبعد قراءة طويلة في موقعكم الموقر أستطيع القول أني أعاني من أمراض نفسوجسدية.

عمري 47 سنة، متقاعد مبكر من عملي منذ أربع سنوات، أعاني من الفراغ، أمارس المشي بشكل يومي، استخدمت دواء الدوجماتيل لمدة شهرين ولم أستفد منه، سافرت عشرة أيام لغرض كسر الروتين والسياحة لكني لم أستمتع كما كنت سابقا.

أصبت بآلام ووخزات في الصدر من الجهة اليسرى، فدخلت في دوامة القلب، عملت فحوصات وأكدوا لي أني بخير، بعدها عانيت من دوخة ودوار لمدة شهور، وبعد الفحوصات أخبروني أني بخير، وفعلا اختفت الدوخة، وبعدها صداع لمدة سنة، ثم اختفى بلا علاج، والآن أعاني من ألم القولون منذ ستة أشهر، حيث ذهبت للطبيب، وعملت السونار، وتبين أني أعاني من القولون، وألم القولون يختفي أحيانا ويحل محله ألم الصدر القديم، فكيف أستطيع الخروج من هذه الدوامة؟

وشكرا جزيلا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على ثقتك في إسلام ويب.

أخي: بالفعل الأعراض النفسوجسدية أصبحتْ شائعة جدًّا في زمننا هذا، هنالك مبادئ طبية لا يمكننا تجاوزها:

أولاً: في مثل عمرك من الضروري أن تكون لك مراجعات مع الطبيب الذي تثق فيه - طبيب الباطنية، أو طبيب الأسرة - على الأقل تزور الطبيب مرة واحدة كل أربعة أشهر، هذا من أجل الفحص الجسدي والفحص المختبري الروتيني: التأكد من نسبة الكولسترول، نسبة السكر، الهموجلوبين (قوة الدم) فيتامين دال، فيتامين ب12، وظائف الكبد ووظائف الكلى، وظائف الغدة الدرقية، هذه - يا أخي الكريم - فحوصات أساسية، فأرجو أن تكون حريصًا على هذا.

وقد وُجد أن الذين يكون لديهم مراجعات منتظمة مع أطبائهم تَقِلُّ عندهم جدًّا الأعراض النفسوجسدية، وبالتالي تقلُّ عندهم الأوجاع والشكاوى المرضية، ويُقلِّلون التنقل بين الأطباء، لأنها إشكالية كبيرة بالنسبة الذين لديهم مخاوف مرضية، هذه النقطة الأولى.

النقطة الثانية: الأعراض النفسوجسدية في مثل سِنِّك قد تكون ناتجة من قلق ومخاوف بسيطة، لكن أيضًا الاكتئاب النفسي المقنّع قد يكون وراء هذه الأعراض، وهذا يدعوني لأن أدعوك - إذا كان بالإمكان - أن تذهب وتقابل طبيبًا نفسيًّا، أنا لا أقول لك أنك مكتئب، لكن أحد مُتعادلات أو متوازيات الاكتئاب النفسي المقنّع هي الأعراض الجسدية ما بعد عمر الأربعين.

وقطعًا - أخي الكريم - سوف تستفيد من مُحسِّنات المزاج، هذا أمرٌ مفروغ منه، مُحسِّنات المزاج تُفيدُ جدًّا حتى وإن لم يكن لديك اكتئاب، مجرد القلق والتوترات التي تؤدي إلى أعراض مثل أعراض القولون العصبي والضيقة في الصدر والشعور بألمٍ هنا وهناك في الجسد؛ هذه تُعالج تمامًا من خلال مُحسِّنات المزاج.

وعقار (سيرترالين) أو عقار (سبرالكس) نعتبرها من الأدوية الممتازة جدًّا، خاصة أنها سليمة، ويمكن أن تُدعم بجرعة صغيرة من الـ (دوجماتيل) أو من الـ (فلوبنتكسول) أو من الـ (بسبار)، هذه كلها مُدعمات ممتازة جدًّا.

من المهم - أخي الكريم - أن تعيش حياة صحيّة تقوم على: ممارسة الرياضة اليومية، الانضباط الغذائي السليم، النوم الليلي المبكّر، تنظيم الوقت، التواصل الاجتماعي، الحرص على العبادات، صلة الرحم، القيام بالواجبات الاجتماعية، هذا كله مطلوب، ليجعل الإنسان يحس بالتعافي النفسي والجسدي.

ويا أخي الكريم: بما أنك متقاعد عن العمل وأنت في هذه السِّن الصغيرة نسبيًّا لا بد أن تبحث عن عمل آخر؛ لأن العمل هو أعظم طريقة لتأهيل الإنسان نفسيًّا وجسديًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net