تخلت عني أمي وتبنتني خالتي وزوجها، فهل لأمي حقوق علي؟

2018-12-19 07:39:47 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا سيدة أبلغ من العمر 27 سنة، المشكلة هي الأم البيلوجية، حيث إنها بعد الولادة تخلت عني، وأخذتني خالتي وزوجها وتكفلا بي، وقاما برعايتي وتربيتي أحسن تربية، ولم يحرماني من شيء.

الأم البيولوجية قامت بالتخلي عني نهائيا، ووقعت عقدا أنها تخلت عني ولا تريدني، مع مرور الأيام كانت أمي التي ربتني تأخذني في زيارة لها دون علمي، ولم تكن تسأل عني ولا تشتري لي لعبة، ولا شيئا.

لا أشعر بالحب من جهتها، وأتصرف معها بأسلوب سيء، جاءت تقول لي: إنها أمي، فقلت لها: أين أنت طوال هذه السنين؟! فقالت ليس لديها المال لتأتي لرؤيتي، لأنها تقطن بمدينة غير مدينتي، فقلت لها حسنا، وعندما كانت أمي تصطحبني لكي تريني لماذا لم تشعريني بحبك واشتياقك لي؟ فلم تجب، وقلت لها: إنك كنت تعملين وتجنين المال، ولم تكلفي نفسك بالاتصال بي طيلة هذه السنوات.

كانت تسافر وتمرح، ولم تكن تسأل عني، ولا تبارك لي بالنجاح، ولا تعرف عن مرضي ولا فرحي ولا حزني شيئا.

بعد مرور هذه السنوات تأتي وتطالب بحقها علي؟ هي الآن تقطن بالمدينة التي أسكن بها، ولا تسأل عني، ولا تأتي لزيارتي، فهل لها حقوق علي؟ أنا لا أستطيع أن أحبها، مع العلم لي خالة قاطعة لصلة الرحم، لا تكلم جدتي ولا تكلمنا، وهي شديدة الكره لي لا أعرف لماذا؟ -المهم هذا موضوع آخر-، والأم البيولوجية تذهب وتقطن مع هذه الخالة التي تكرهني جدا.

السؤال: هل أنا عاقة؟ رغم أنها لم تقم برعايتي ولا تربيتي وتخلت عني؟

أنا -الحمد لله- ابنة بارة بأمي وأبي وأحبهما كثيرا، فهل لها حقوق عليّ؟ لا أحبها فهي تركتني مع وصمة عار، وألصقت بي كلمة -بنت غير شرعية-، وفوق كل هذا تخلت عني ولا تحبني.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sanae حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فمرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:

اسمحي لي -ابنتي الكريمة- أن أقول لك إن هذه الكلمة التي وصفت بها أمك بأنها الأم البيولوجية قد أثرت فيّ تأثيرا كبيرا، فما هكذا توصف الأم التي حملت وعانت من آلام الوضع مهما كان، ومهما حصل منها.

لا شك أن أمك الحقيقية هي التي حملت بك أيا كان ذلك الحمل سواء بطريقة شرعية أو غير شرعية، والعيب في ذلك عليها وليس عليك، فأنت لا ذنب لك أبدا، وإن كانت ألسن الناس لا ترحم فعليك أن تصبري وتحتسبي الأجر عند الله سبحانه، ولا شك أنها مخطئة في التخلي عنك وتركك طيلة هذه المدة دون سؤال أو تفقد حال.

الخطأ لا يعالج بالخطأ، والقطيعة لا تقابل بالعقوق، فما عليك إلا أن تؤدي ما أوجب الله عليك تجاه أمك وتحتسبي الأجر عند الله في حقك.

جزى الله خيرا خالتك وخالك الذين قاما بتربيتك أحسن تربية، حتى وصلت إلى ما وصلت إليه، وهذان الشخصان لهما كذلك حقوق خاصة إن أرضعتك خالتك فهي ولا شك أمك من الرضاعة، وزوجها أبوك من الرضاعة فأجرهما عند الله سبحانه.

من الصفات الحسنة لدى المؤمن الحق أنه لا يحمل في قلبه غلا ولا حقدا على أحد فكيف إن كان الأب أو الأم، فكوني على يقين أن الجزاء من جنس العمل، والذي أخشاه أن يعاملك أبناؤك بمعاملتك لأمك ذاتها، خاصة وقد عرفت الآن من هي أمك التي حملت بك، فبري بها قدر استطاعتك، وأحسني إليها كما أمر الله بذلك بقوله: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ)، وقال تعالى: (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ).

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يكتب لك الأجر والمثوبة، وأن يوفقك في حياتك ويسعدك إنه سميع مجيب.

www.islamweb.net