أعاني من خلاف حصل بين أمي وزوجتي، ما الحل؟

2019-01-20 08:05:35 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا أعيش مع زوجتي في إحدى الدول الخليجية، وكانت العلاقة بينها وبين أمي على ما يرام دون أي مشاكل تذكر، حتى حدث وأن قامت أمي بعمل بعض التشطيبات في شقتي بدون علمي أو علم زوجتي؛ حيث استخدمت التوكيل الممنوح لها، وقامت بسحب الأموال من رصيدي للقيام، بهذا العمل.

مع العلم أن زوجتي طلبت مني القيام بذلك، وأنا رفضت بحجة أن الوقت غير مناسب، أيضا من الواضح أن أمي تغار من زوجتي؛ حيث أني ابنها البكر المدلل لديها.

حالياً أمي في زيارة لدي، ولاحظت النظرات المتبادلة بينهما، ووفقني الله لعمل جلسة مصالحة لتصفية القلوب، وتحسن الوضع بعض الشيء وليس كلياً.

الشيء الذي أثار حفيظتي هو أني قرأت محادثة بين زوجتي وأختها على هاتف زوجتي -وليتني ما فعلت- وإذا بزوجتي تصف أمي بأوصاف سيئة، وتحكي لأختها ما حدث بينهما - رغم أني نبهت عليها بعدم التحدث لأحد في هذا الموضوع- وأنها متضايقة من وجودها، ولا تستطيع أن تسامحها على ما فعلت من تعد على حقوقها ...إلخ.

الآن أنا متعب ومنهك نفسياً، صحيح أن زوجتي تعامل أمي باحترام، ولكن دون مودة، وذلك جبراً بخاطري، ولكن هذا أيضاً يؤلمني نفسياً، وما قرأته يؤلمني أكثر، لكنني لم أفاتح زوجتي فيه تجنباً لتصعيد الموقف انتظاراً لردكم الكريم فيما يجب أن أفعله، حيث أن نفسي توسوس لي أن أعنف زوجتي أو أنهرها أو حتى أطلقها ثأراً لكرامة أمي، فأنا في حيرة وتعب، وأسألكم الدعاء.

وشكراً لكم.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك أخي الكريم، ورداً على استشارتك أقول:
هذه مشاكل تقع في أكثر البيوت، وخاصة حيث يسكن الولد مع أمه وتحدث غيرة زائدة من الأم أو من الزوجة.

أفضل علاج هو زرع الإيمان في القلوب، حيث يتنامى في القلب الخوف من الله، واحتساب الأجر وغض الطرف والعفو وغير ذلك من الصفات الحسنة، فقوة الإيمان أساس كل فضيلة.

لعلك تدرك أن المرأة ضعيفة في بنيتها، لكن لسانها في الغالب سيف مسلول، ولذلك وصفهن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (يا معشر النساء تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار، فقامت امرأة من وسط النساء فقالت وبم ذاك يا رسول الله؟ فقال: إنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير ... الحديث).

كما أننا لا نقر زوجتك بوصف أمك بأوصاف لا تليق، فكذلك لا نقرك بتفتيش هاتفها تحت أي ذريعة، لأن ذلك بابا من أبواب الشيطان الرجيم، فمن ولج فيه فتح على نفسه مشاكل كثيرة.

لذلك يجب أن يغلق تماماً، وكونك قد حصل ذلك منك فالمرجو منك أن تكتم هذا الأمر وألا تأخذ بخاطرك على زوجتك، فالغيرة تلعب دورها، ولعلك تدرك حديث عائشة رضي الله عنها حيث قالت: (حكيت للنبي صلى الله عليه وسلم رجلًا فقال: ما يسرني أني حكيت رجلًا وأن لي كذا وكذا، قالت: فقلت: يا رسول الله، إن صفية امرأة، وقالت بيدها هكذا، كأنها تعني قصيرة، فقال: لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته)، فهذه أم المؤمنين لم تسلم من لسانها فكيف بمن سواها.

لقد أحسنت حين صالحت بين أمك وزوجتك، والذي ننصحك به هو أن تشكر زوجتك على حسن تعاملها مع والدتك، وتبين لها أن ذلك يجعلك راض عنها، وبالتالي تقوم بشراء هدية رمزية وتسلمها لها من أجل تقوم بإهدائها لوالدتك على أنها منها، فالهدية تسل سخائم الصدور وتجلب المحبة كما قال عليه الصلاة والسلام: (تهادوا تحابوا).

قدم لزوجتك هدية رمزية تفرح بها قلبها، وتسل سخيمة صدرها، واطلب منها أن تجعل قلبها سليماً، وذكرها بحقارة الدنيا وأنها زائلة، وما شاكل ذلك من المواعظ التي تلين قلبها.

غض الطرف عما وجدت من كلام في هاتفها، ولعله يأتي الوقت المناسب الذي تستطيع أن تلمح فيه تلميحاً لمثل هذا الكلام، وأنه يحدث من بعض الزوجات تجاه أمهات الأزواج، وأن ذلك لا يليق بالزوجة، فهذه الأم هي من كانت سبباً في وجود الزوج، وكان بإمكان الزوجات أن يكسبن حمواتهن ويتعاملن معهن كما يتعاملن مع أمهاتهن.

ينبغي عليك أن تعرف أن الصفات النفسية للمرأة غير الصفات النفسية للرجل، فالمرأة عاطفية لدرجة كبيرة، تتأثر من كل ما يخدش عاطفتها، لذلك عليك أن تتحمل زوجتك، وعليك أن تنظر في صفاتها الإيجابية، وما أكثرها وأن تغلبها على الأخطاء والزلات، وصدق النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر). وقوله: (استوصوا بالنساء خيراً، فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء).

احذر من التفكير بالطلاق، فما حصل أمر لا يستوجب ذلك، فهذه مشاكل طبيعية توجد في كل بيت، ولو أن كل ما حصل مثل هذه المشاكل حصل طلاق لما بقيت امرأة في بيت.

تكلم مع والدتك أن زوجتك تثني عليها، وأنها تأمرك بالبر بها في حال وجود الاثنتين معك في المجلس، وسترى كيف يتهلل وجهها، وهذا سيوطد العلاقة بينهما إن شاء الله، هذا (وإن كان بعضه يعد من الكذب لكنه من الجائز) المرغب فيه لإصلاح ذات البين، ولعل والدتك تثني في الموقف على زوجتك كذلك.

أرى أن يكون لك درس في بعض الآداب التي يمكن أن تنتقيها من كتاب رياض الصالحين، خاصة في فترة تواجد والدتك، فذلك سيكون له أثر كبير وفعال في تليين القلوب وتغيير السلوك.

نسعد بتواصلك ونسأل الله تعالى أن يصلح الأحوال إنه سميع مجيب.

www.islamweb.net