زوجي يحبني ولكنه لا يحب أهلي ولا يريدهم، فكيف أتصرف؟
2022-08-18 02:46:50 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
متزوجة منذ سبع سنوات، وزوجي يحبني ويخاف علي كثيرا عندما أمرض، مشكلة زوجي أنه لا يحب أهلي ولا يريد منهم زيارتي، علما أنهم يأتون إلى زيارتي في الأعياد فقط، ويرفض أن أقوم بدعوتهم للطعام في منزلي، يحرجني كثيرا أمام أهلي، فلا يقوم بواجبهم في الأفراح أو الأحزان.
أختي تسكن بجواري، وزوجي لا يحبها، وعندما تأتي إلى منزلي يفتعل المشاكل، أخبرني صراحة بأنه لا يرغب في زيارتها.
تحدثت معه بأن أختي تتصل قبل حضورها ولا يمكنني منعها، حتى لا تحدث بيننا قطيعة رحم، وحتى لا أحرجها، وقلت له يجب عليك إعانتي على ذلك، تحجج بأني أراها حينما أذهب إلى زيارة أهلي، وأنا فقط أزورهم مرة أو مرتين كل شهر، وأجلس عدة أيام مع أسرتي في منزل والدي، وأختي تأتي إلى منزلي في وقت عمل زوجي ولا تدخل منزلي لإفساده لأننا من أسرة ملتزمة.
صارحت زوجي بأنني أعامل أهله بإحسان، وعندما يأتي أحدهم أرحب به وأجلس، حتى والدته تحبني، وفي بعض الأحيان يتركنا ويذهب مع أصدقائه، فرد زوجي بأني غير مجبرة، ويمكنني منعك من أهلي أيضا.
أطيع زوجي في كل شيء، ولا أخرج من البيت إلا بصحبته، في كل صغيرة وكبيرة أطيعه، حتى فكرت بالبحث عن عمل خارج البلاد حتى نبتعد عن أهلي، تحدثت معه وقلت له أنت زوجي وأنا أحبك وأقدر مشاعرك، ولكن هؤلاء أهلي ولا أستطيع إخبارهم بأنك لا تحبهم، مع الوقت سيكرهونك وأنا أخشى ذلك.
جاءت أختي بالأمس لزيارتي أثناء عمل زوجي، ولكنه جاء للمنزل مبكرا عن موعده، وعندما ذهبت أختي انفعل جدا لأنني لم أخبره بوجودها، وقال: أنت اخترتي أن لا تخبريني أنها هنا، وتفعلين ما تريدين، واتهمني بأنني لا أحترم مشاعره وأكذب عليه حينما أقول له بأنني أقدره وأقدر مشاعره، وأنني أظهر هذا أمامه ومن خلفه أفعل ما أريد، وأقسم أنه لن يخبرني بمشاعره.
اعتذرت له بشدة وقبلت يده وأقسمت له أنني أردت إعلامه ولكنه أتى مبكرا، لم يسامحني ورفض اعتذاري، قلت له أنني لم أرتكب فعلا محرما، وهذا لا يرضي الله، فأنا أحاول بكل شيء طاعته، وكثيرا ما أتهرب من أختي حتى لا تأتي لزيارتي من أجل إرضاء زوجي، وهي لم تأتي منذ شهر.
أريد حلا يرضي الله، وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mriam2 حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -بنتنا وأختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام ورعاية مشاعر الزوج والحرص على الخير، والتواصل مع الموقع، ونسأل الله أن يهدي زوجك إلى أحسن الأخلاق والأعمال فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.
لا شك أن حق الزوج مقدم على بقية هذه الحقوق، ولكننا أيضاً نتمنى من الزوج أن يكون عنده المرونة، وأن يعين زوجته على صلة أهلها، فإذا كانت هناك أسباب فعلية ينزعج منها الزوج لوجود أهلك فأرجو أن يبينها لك، وأحسنت عندما جعلتي زيارتهم في الأوقات التي لا يتواجد فيها، ويفضل الاتفاق معه على ذلك، ولست أدري هل هناك أسباب يذكرها، أو أشياء تسبب له الضرر عند مجيئهم، واستمري في الإحسان لأهله، فلا تقابلي أهله بالطريقة التي يقابل بها أهلك، وكوني دائماً الأفضل والأحسن، نسأل الله أن يعينك على الخير.
وما يحدث من الزوج نحن لا نوافق عليه، لكن نتمنى أن يكتب للموقع ليذكر ما عنده ويبين الأمور التي تضايقه ويوضح وجهة نظره، وهل يا ترى نستطيع أن نقول طبيعة عمله تقتضي أن لا يدخل الناس عليه كثيراً، هل يتضرر من وجودهم لأنه لا يريد لأسرار بيته أن تخرج، أو لأنه يلاحظ بعض الأمور المغيرة عند مجيئهم؟
أرجو أن نبحث سوياً عن الأسباب، فإن لم تكن هناك أسباب واضحة فما عليك إلا أن تصبري وتداريه وتحسنين إليه وتكوني واضحة معه، وتجتهدي أيضاً في مداراة أهلك واحترامهم، وحاولي تقليل الزيارات لهم إلى منزلك، أو إكثار الزيارات بالذهاب إليهم، وهل يمنعك زوجك من الذهاب لهذه الأخت بدلا من مجيئها لك؟ لا أعتقد ذلك إلا إذا كانت المسافة بعيدة، أرجو أن تفكري بهذه الطريقة.
وقد أحسنت بعدم إخبار أهلك بأنه لا يحب مجيئهم حتى تظل النفوس صافية، واستمري في الاعتذار لهم وإرضاء زوجك، ونسأل الله أن يهديه إلى الخير، ولا شك أن تواصله مع الموقع وسماع وجهة نظره سيكون له أثر كبير جداً، فاعرضي عليه الفكرة واطلبي منه وجهة نظره للموقع، وأن يذكر الأسباب والأشياء التي تترتب على زيارة أهلك، خاصة وأن زيارتهم بالطريقة المذكورة ليست كثيرة فما الذي يزعجه!
ونحن نحترم مشاعر بعض الناس أصلاً لا يحب كثرة الزيارات، وفي هذه الحالة على الزوجة أن تتأقلم مع هذا الوضع وتجتهد في التعامل مع أهلها، ونسأل الله أن يعينك على الموازنة، لكن إذا تعارضت الأمور فلا يخفى عليك أن أمر الزوج مقدم وطاعته مقدمة، والأهل لا شك في نهاية المطاف سيتفهموا هذا الأمر، لأن أي أسرة تفضل سعادة ابنتهم في بيتها حتى لو لم يتمكنوا من زيارتها.
ونتمنى أن يتواصل مع الموقع حتى نسمع وجهة نظره وننصح له من الناحية الشرعية، ونسأل الله لنا ولك وله التوفيق والسداد.