أعاني نوبة هلع وأشعر أني في جسد غريب!!
2022-12-27 01:31:24 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
منذ فترة قريبة توفي ابن عمتي ذو29 سنة، ثم بعد ذلك أجرت عمتي عملية لإزالة الرحم، ونحن على قرابة شديدة، ففي ليلة خروجها من المستشفى كنت نائماً، ثم استيقظت مسرعاً، وشعرت كأني أنطفئ، ثم بدأ قلبي بالتسارع، وتنميل رأسي، وأطرافي بردت، أحسست كأن روحي تخرج، فقمت بالتشهد.
ذهبت للمستشفى، فتم تشخيصي بنوبة هلع، وبعد ذلك في اليوم الموالي أصبحت أشعر بدوخة، وفشل شديد، فذهبت عند طبيب القلب، وقال لي: إن قلبي سليم، واستمرت معي هذه الأعراض ليومين، ثم في اليوم الثالث تحسنت، ولكن عند المغرب كنت مستلقياً أتحدث مع أبي، وفجأة شعرت أن رأسي تنمل فجأة، وجاءني إحساس الانطفاء مجدداً، وتغلبت عليه، ولكن لم أعد كما كنت.
أحس أني في جسد غريب، أو أحس كأني ميت، وهذا يزيد من خوفي، ويوجد في جسدي طاقة للوقوف والصلاة، ولكن أحس بشعور غريب.
ذهبت عند طبيب أعصاب، قال لي: إن أعصابي بخير، ووصف لي دواء مضاداً للاكتئاب، وكذلك أشعر بضيق في التنفس أو عند الكلام، كذلك إذا قمت بإرخاء نفسي أحس كأني منهك ومرتخي، فأرجو منكم أن تفسروا لي حالتي، فأنا في صمت وخائف جداً.
شكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أخي: النوبة التي حدثت لك هي نوبة قلق حاد مصحوب بمخاوف شديدة، ويُسمّى بنوبة الهلع أو الهرع أو الفزع، وهي بالفعل تجربة مخيفة وسخيفة، ولكنّ ذلك ليس بالخطير.
بقية الأعراض التي تحدثت عنها والتي تزعجك - وهي إحساسك كأن في جسدك شيئاً غريباً، أو كأنك ميت - هذا نسميه باختلال الأنّية، وهو أيضًا نوع من القلق الذي يُشعر الإنسان كأنه قد ابتعد عن ذاته، وكثير من الناس يجدون صعوبة في وصف هذه الحالة، لكن أحس أنك قد أحسنت وصفها، وهي حالة قلقية، والأمر لا علاقة له بالموت أبدًا.
ضيق التنفس أيضًا ناتج من التوتر النفسي، والقلق والتوتر النفسي يتحول إلى توتر عضلي، وأكثر عضلات الجسد التي تتأثّر هي عضلات القفص الصدري، لذا قد يحسّ بعض الناس بضيقٍ في التنفّس أو كتمة أو وخز في عضلات القفص الصدري، وطبعًا أكثر العضلات تأثُّرًا بعد عضلات القفص الصدري هي عضلات القولون، لذا تجد الكثير من الناس يشتكون ممَّا يُسمَّى بالقولون العُصابي.
إذًا أيها الفاضل الكريم: حالتك هذه حالة معروفة جدًّا، وإن شاء الله هي بسيطة، والحالة نفسوجسدية، علاجُها هو أن تتجاهلها تمامًا، ليس لك أي علَّة في القلب، لا تتردد على المستشفيات، فقط عليك أن تتناسى، تتجاهل، وتجنب الكتمان، تعبّر عن نفسك أولاً بأول، خاصة فيما يتعلق بالأشياء التي لا تُرضيك.
مارس الرياضة بانتظام، وتجنب السهر، لأن ذلك يُساعد جسدك على الترميم الكامل، وتستيقظ مبكّرًا، وتصلي صلاة الفجر وأنت نشط، تقوم ببعض التمارين الإحمائية في الصباح، هذه مفيدة جدًّا، بجانب طبعًا الرياضة المنتظمة.
حُسن إدارة الوقت دائمًا يعطي الإنسان الطمأنينة الكبيرة، وطبعًا الإنسان حين يتجنب الفراغ - الفراغ الذهني، الفراغ الزمني - هذا أيضًا يُقلل كثيرًا هذه الأعراض النفسية.
أسأل الله تعالى أن تجد عملاً، فالعمل ضروري، والعلاج بالعمل أحد المكونات الرئيسية للارتقاء بالصحة النفسية.
أخي الكريم: أنت ذكرت أن الطبيب قد وصف لك دواء مضاداً للاكتئاب، حقيقة معظم الأدوية المضادة للاكتئاب تستعمل الآن لعلاج الخوف ولعلاج القلق ولعلاج الوسوسة، حتى أن هناك اتجاهاً الآن لأن تُغيَّر أسماء هذه الأدوية، لأنها ليست مضادة للاكتئاب فقط، مضادة لأشياء كثيرة.
من أفضل الأدوية التي نوصي بها لعلاج نوبات الهرع هو الدواء الذي يُعرف باسم (سيبرالكس)، هذا هو اسمه التجاري، واسمه العلمي (اسيتالوبرام).
أنت لم توضح لي الدواء الذي وصفه لك الطبيب، لكن أنا أقول لك إن السيبرالكس هو من الأدوية الممتازة، يأتي بعده عقار يُسمَّى (سيرترالين)، وتوجد أدوية أخرى.
يمكن أن أصف لك جرعة السيبرالكس، لكن طبعًا لا يمكن أن تتناوله في ذات الوقت مع مضاد الاكتئاب الآخر.
جرعة الاسيتالوبرام هي أن تبدأ بنصف حبة - أي خمسة ملجم من الحبة التي تحتوي على عشرة ملجم - تتناولها يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم اجعل الجرعة حبة واحدة يوميًا - أي عشرة ملجم - لمدة شهرٍ، ثم اجعلها عشرين ملجم يوميًا لمدة شهرين، ثم عشرة ملجم يوميًا لمدة شهرين آخرين، ثم خمسة ملجم يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة ملجم يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.
كما ذكرتُ لك هو دواء من أفضل وأسلم الأدوية التي تستعمل لعلاج نوبات الهرع.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.