نوبات هلع ورهاب وخوف عند الابتعاد عن المنزل

2023-11-13 06:45:29 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

لجأت لكتابة استشارة بعد أن قرأت العديد من الاستشارات، ووجدت أن الإجابة كانت في جميع الحالات كافية، وفيها كلام إيجابي، وتدل على سعة الفهم من الأطباء الأفاضل.

مشكلتي هي كالآتي:

منذ أن كنت طفلًا، وأنا أعاني من عدم الشعور بالبهجة كثيرًا، وبشيء من القلق الاجتماعي والخوف.

منذ أن أصبحت بعمر 11 عامًا بدأت الحرب في بلدي، وأصبحت أعاني من الخوف بشكل دائم، وذلك بسبب المعارك الدائرة والأصوات، وبعد أن انتهت الحرب، وذلك منذ 5 سنوات، بدأت أشعر باكتئاب وقلق، وخوف دائم يزداد عند الابتعاد عن المنزل، حيث أصاب بالهلع، وجاءتني حالة شديدة، وهي أني شعرت بأني في حلم، ولست في الواقع، وهذا الشعور مرعب جدًّا، وتتكرر معي كثيرًا في الفترة الأخيرة، تأتي بشكل نوبات، خصوصًا عند الخروج من المنزل.

تناولت الزولوفت لفترة 5 أشهر، وتحسنت الأعراض، ولكن قمت بإيقافه، وذلك لأنه لم يكن هنالك طبيب يوجهني، فعادت لي الأعراض، والآن هي شديدة جدًّا.

عدت للزولوفت 50، حبة يوميًا، مع دوجماتيل حبتين يوميًا، وأفكر بإضافة الروميرون؛ وذلك لأني قرأت أنه يحسن من النوم ويهدئ القلق.

أرجو أن يتم الرد علي، ووصف الأدوية والعلاجات المناسبة، وذلك لأني لا أستطع أن أذهب للطبيب النفسي.

شكرًا جزيلًا لكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في إسلام ويب أيها الفاضل الكريم، طبعاً الحروب لها آثارها النفسية السالبة، ولا شك في ذلك، ويتفاوت الناس في درجة الإصابة بهذه الآثار النفسية السالبة، هنالك علة معروفة جدًّا تعرف بعصاب ما بعد الإصابة وما بعد الكارثة، والذي يتمثل في وجود اضطرابات نفسية وقلق وخوف، واضطرابات سلبية وعسر في المزاج، واضطراب في النوم، وأحلام سلبية، ومشاكل في التركيز، هذا يحدث.

الذي يظهر لي أنه ربما يكون لديك شيء من الاستعداد منذ الطفولة، لكن يجب أن تحرر نفسك من هذا النوع من المشاعر، أنت الآن -الحمد لله- مستبصر، وفي عمر يؤهلك للانطلاق بنفسك، انطلاقات فكرية إيجابية، حاول أن تأخذ القدوات من الذين تخطوا هذه المشاكل، لا شك أنه لديك زملاء، لديك أقرباء، لديك أصحاب إذا نظرت إليهم تجدهم -الحمد لله تعالى- لديهم القدرة على التواؤم، القدرة على التكيف، واستطاعوا أن يسيروا حياتهم بصورة إيجابية جداً بالرغم من المآسي التي حدثت في أثناء الحرب.

أيها الفاضل الكريم، عليك بالقدوة الصالحة القدوة الجيدة هذا مهم جدًّا، وفي ذات الوقت اجعل لنفسك برامج يومية تدير من خلالها وقتك، مهما كانت مشاعر الخوف والقلق والاكتئاب، لكن لا بد أن تكون لديك أفعال إيجابية، لا بد أن تلزم نفسك التزاماً يومياً بإنجازات معينة، وخير وسيلة للإنجاز وحسن إدارة الوقت هي تجنب السهر، والحرص على النوم الليلي المبكر هذا مهم جداً، النوم الليلي المبكر يجعل خلايا الجسد وخلايا الدماغ في حالة استقرار إيجابي جداً، وتفرز الموصلات العصبية الإيجابية، التي تؤدي حقيقة إلى حالة من الارتياح، وحالة من الشعور الإيجابي في نفس الإنسان، فاحرص على النوم الليلي المبكر تستيقظ مبكراً، تؤدي صلاة الفجر في وقتها.

من وجهة نظري هذه أجمل طريقة لأن يبدأ الإنسان يومه وحياته، حيث إن البكور فيه بركة كثيرة، ودائماً الإنسان إذا مارس أي نوع من الرياضة الصباحية؛ هذا أيضاً يساعد جداً على تحسين المزاج وإزالة القلق والتوتر، وكما أن الدراسة المبكرة أن تذاكر مبكراً مثلاً لمدة نصف ساعة قبل أن تذهب إلى مرفقك الجامعي، هذا أيضاً يجعلك تستوعب، يجعلك تبدأ بدايات إيجابية جداً.

فيا أيها الأخ الكريم احرص على هذه الآليات التي ذكرتها لك.

لا مانع أن تستمر على الزوالفت فهو دواء جيد جداً، وبعد شهر من الاستمرار على جرعة 50 مليجرامًا، اجعلها 100 مليجرامًا؛ لأن هذه هي الجرعة العلاجية الصحيحة، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر على الأقل.

بعد ذلك اجعلها 50 مليجرامًا، حبة واحدة لمدة أربعة أشهر وهذه جرعة وقائية، ثم اجعلها نصف حبة أي 25 مليجرامًا يوميًا لمدة شهر، ثم 25 مليجرامًا يومًا بعد يوم، لمدة أسبوعين، ثم توقف عن الزوالفت.

لا مانع -أخي- أن تتناول الريمانون، وهو الميرتازبين، بجرعة نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين ثم اجعلها ربع حبة أي 7.5 مليجرامًا، ليلاً لمدة أسبوعين ثم توقف عنه، وليس هنالك ما يمنع أن تتناوله عند اللزوم، لكن حقيقة إذا تناولت الزوالفت بنفس الجرعة التي ذكرتها لك، وكذلك الريمانون لن تحتاج أن تستمر على الريمانون كثيراً.

بشرط أن يكون نمط حياتك إيجابيًا كما ذكرنا تجنب السهر، ممارسة الرياضة، وعدم تناول الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساء، وأن تحرص على أذكار النوم، أن تحرص على الصلاة في وقتها، وأن تكون دائماً في جانب التفاؤل.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

www.islamweb.net