تشخيص الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية وكيفية تعاطي الدواء

2006-10-17 09:11:22 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عانيت من نوبات اكتئابية شديدة، كنت كثير البكاء لوحدي، ونومي كان مضطربا ومتقطعا، وكانت تراودني الأفكار الانتحارية، وكنت أعاني من اضطرابات في التركيز والذاكرة، والشعور بالحزن وانعدام القيمة، وفقدان الرغبة في عمل أي شيء، والشعور بالتعب والإجهاد لأقل مجهود.
قمت بزيارة الطبيب النفسي، وفي أول زيارة أعطاني مضاد اكتئاب (فافرين) استمريت على هذا العلاج لمدة شهر تقريباً، لكني لم ألحظ إلا تحسنا طفيفا، وفي الزيارة الثانية للطبيب ذكرت له أني أعاني أيضاً من بعض الوساوس القهرية والأفكار التسلطية التي أجد صعوبة في التخلص منها، كأن أتخيل أني أضرب أخي الصغير أو أقتله أو أرميه من مكان عال، ومن ثم أؤنب ذاتي وكأني فعلاً قد قمت بذلك الفعل، وأشعر بفقدان السيطرة على ذاتي، فوصف لي الطبيب دواء زيبركسا (ألانزوبين) بالإضافة للفافرين، وقال إن هذا الدواء (زيبركسا) سيعمل على طرد تلك الوساوس.

بعد أسبوعين من تناول الفافرين (200 ملجرام يومياً) مع الزيبركسا (5 ملجرام يومياً قبل النوم) لاحظت تغيرا نفسياً سريعا، أصبحت أصحو من النوم دون الشعور بعكر المزاج والتوتر، وهذا ما لم يكن يحدث خلال الفترة التي كنت فيها أتناول الفافرين فقط.
في الزيارة الثانية للطبيب النفسي كنت مبسوطا ومبتهجا جداً، وأميل للمزاح مع أي شخص، وأشعر بالنشاط والحيوية البدنية والذهنية، وأتحدث بصوت عال، وأميل لكثرة الشراء وإنفاق المال، فتذكرت أنه قد سبق وأن مررت بحالة شبيهة لتلك الحالة، وقال الطبيب: إن ما تعاني منه هو اضطراب ثنائي القطبية، وأنه يلزم عليك تقليل جرعة الفافرين إلى 50 مليجرام يومياً.
بعد فترة انخفض مزاجي بصورة حادة جداً، وصلت لدرجة أني أصبت بنوبة هلع، بالرغم من إقدامي على زيادة جرعة الفافرين إلى 200 ملجرام يومياً، فذهبت للطبيب وقال إنه ينبغي أن تتوقف عن تناول الفافرين والانتقال إلى دواء آخر اسمه (سيبرالكس)، وقال لي إنه دواء قوي وفعال، وفعلا أحسست بتحسن تدريجي مع السيبرالكس، خصوصاً بعد زيادة الجرعة إلى 15 ملجرام يومياً.
الأسئلة:

1) هل ترى أخي الدكتور أن ما أعاني منه هو بالفعل اضطراب ثنائي القطبية وليس مجرد اكتئاب؟

2) هل يتزامن الاضطراب ثنائي القطبية مع الوسواس القهري، خصوصاً في نوبات الاكتئاب؟

3) هل السيبرالكس دواء فعال في علاج النوبات الاكتئابية في حالة الاضطراب ثنائي القطبية؟

4) هل الزيبركسا علاج فعال لتثبيت المزاج مثل الأدوية القديمة: الديباكين وأقراص الليثيوم؟

5) هل النوبات الاكتئابية في حالة الاضطراب ثنائي القطبية تكون أشد من الاكتئاب العادي؟
وشكراً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فجزاك الله خيراً على رسالتك، وما أوضحته من حقائق سوف تساعدنا كثيراً في الإجابة على أسئلتك.
أؤكد لك أن حالتك هي نوع من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وهذا النوع يعرف بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية من الدرجة الثالثة، أي أن نوبة الهوس البسيط والانشراح التي حدثت لك كانت هي ناتجة عن استعمال دواء الاكتئاب وهو الفافرين، إذن: الفافرين كان هو السبب الذي جعل أعراض الهوس تظهر على السطح، ولكن بالطبع أنت في الأصل لديك الاستعداد لهذه النوبات، وهذا يسمى باضطراب الهوس الوجداني ثنائي القطبية من الدرجة الثالثة، وهو أقل هذه الأنواع.

إذن أخي: أرجو أن أؤكد لك أن حالتك ليست مجرد اكتئاب، هي اضطراب وجداني ثنائي القطبية.

الإجابة على السؤال الثاني: هل يتزامن اضطراب ثنائي القطبية مع الوسواس القهري؟

نعم.. بالتأكيد هنالك الكثير من الأعراض العرضية الشديدة مع الاضطرابات الوجدانية، وأهم الأعراض العرضية التي تحدث هي المخاوف أو الوساوس أو القلق، كلها يمكن أن تكون مصاحبة للاضطراب ثنائي القطبية، وتظهر أكثر في حالة الاكتئاب خاصة الوساوس، الوساوس والمخاوف تكون أكثر ارتباطاً بهذا الوجه أو النوبة الاكتئابية لهذا المرض.

بالنسبة للسؤال الثالث: هل السبراليكس دواء فعّال في علاج النوبات الاكتئابية في حالة الاضطراب ثنائي القطبية؟

هذا سؤال جميل جدّاً حقيقة؛ لأن هنالك عدة أفكار أو مدارس في هذا السياق، المدرسة الأمريكية للطب النفسي تفضل استعمال مثبتات المزاج فقط في علاج الاضطرابات الوجدانية، وتوصي باستعمال مضادات الاكتئاب بحذر شديد حتى في حالة نوبات الاكتئاب، والحجة التي يسوقونها في ذلك: أن مضادات الاكتئاب ربما تدفع الإنسان لأن يدخل في حالة هوس، أو أن النوبات سوف تكون متكررة في المستقبل، وهذه حجة قوية.

أما بالنسبة للسبراليكس فهو دواء فعّال جدّاً لعلاج الاكتئاب ولا ننكر ذلك مطلقاً، وهو أيضاً لا يدفع الإنسان كثيراً للدخول في حالات هوس، ولكن يعتبر الزيروكسات هو الأفضل من حيث منع نوبات الهوس في حالات علاج الاكتئاب المصاحب والمرتبط باضطراب الهوس الوجداني أو اضطراب ثنائي القطبية.

ويوجد مضاد آخر للاكتئاب يستعمل أيضاً في المساعدة في إيقاف التدخين يعرف باسم زيبان Zuban، هذا الدواء مضاد أصلاً للاكتئاب ويحمد له أنه في حالات علاج نوبات الاكتئاب المصاحب لاضطرابات الوجدان ثنائية القطبية لا يؤدي إلى حدوث نوبات هوس، وجرعته هي 150 مليجرام صباحاً ومساء.
هذه مجرد معلومات وددت أن تلم بها، ولكن السبراليكس يعتبر أيضاً من الأدوية الجيدة جدّاً، فقط الذي أراه هو أنه حين يتحسن مزاجك، أرجو أن تخفض الجرعة وألا تزيد عن 5 مليجرام في اليوم، حتى لا يدفعك إلى الجانب الآخر من الحالة، وهو تحسن المزاج والانشراح الغير مبرر.
السؤال الرابع: هل الزبركسا علاج فعال؟
الزبركسا علاج فعّال جدّاً وممتاز جدّاً، وبجانب أنه في الأصل مضاد للذهان وجد الآن أنه من مثبتات المزاج، وجد أنه علاج ممتاز جدّاً لتثبيت المزاج في حالات اضطراب المزاج ثنائي القطبية، وفعاليته لا تقل عن فعالية الدباكين أو الليثيم، فقط يعاب على الزبركسا أنه ربما يؤدي إلى زيادة في الوزن لدى بعض الناس، ولكن تكون هذه الزيادة في الأشهر الأولى للعلاج بعدها تتوقف.

السؤال الخامس: هل النوبات الاكتئابية في حالة الاضطراب ثنائي القطبية تكون أشد من الاكتئاب العادي؟

لا.. ليس من الضروري، بل على العكس، فالنوبات الاكتئابية التي تحدث مع الاضطراب ثنائي القطبية ربما تكون مساوية أو أقل من نوبات الاكتئاب المفروض أو الاكتئاب الذي لا تتخلله نوبات هوس.
إذن هذه هي المعلومات التي وددت أن أوضحها لك حسب ما ورد في أسئلتك، وأسأل الله لك التوفيق والشفاء، والذي أود أن أنصحك به هو أن تتبع إرشادات الطبيب، وأن تتناول العلاج؛ خاصة أنك في مرحلة دراسية حرجة، ولا نتمنى أن تحدث لك أي انتكاسات مرضية.
وبالله التوفيق.

www.islamweb.net