الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

توفي والدي وأحب أن أعمل له صدقة جارية يستفيد منها في الآخرة وتوسع له قبره
أنا حتى الآن طبعت 100 مصحف ووزعتهم. ومحتار بين 3 أمور أيهم أحسن
1- حفر بئر ويعتبر ماء سبيل
2- تركيب براد على مسجد
3- أو أن أدفع لواحد فلوس وهو يحج(حج البدل) مع العلم أن والدي حج 7 مرات؟
شاكرين لكم حسن تعاونكم

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يرحم والدكم ويحسن عزاءكم..

وقد سبق بيان ما يلحق ثوابه للميت بعد وفاته في الفتويين: 8042، 25888. وقد أحسنت نسأل الله تعالى أن يتقبل منك عندما طبعت المصاحف ووزعتها في ثواب أبيك.

ولتعلم أن من أفضل الصدقات عن الميت: سقي الماء؛ كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد روى الإمام أحمد وأصحاب السنن عن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله إن أمي ماتت أفأتصدق عنها؟ قال: نعم، قلت: فأي الصدقة أفضل؟ قال: سقي الماء.

ولذلك فإن من أفضل ما تتصدق به عن أبيك هو توفير الماء بحفر بئر أو ما أشبه ذلك في الأماكن الفقيرة التي يحتاج أهلها إلى الماء كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم سعدا رضي الله عنه فقد كانت سقايته معروفة بالمدينة كما روى الإمام أحمد وغيره.

ومن أنواع الصدقة الجارية والأعمال الفاضلة بناء المساجد لمن يحتاج إليها من المسلمين، فقد روى الإمام أحمد وابن ماجه وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من بنى مسجدا لله ولو كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتا في الجنة. قال الشيخ الألباني: صحيح.

وأما الصدقة بالفلوس أو الحج عنه وهو قد حج فهما من الأعمال الفاضلة ولكنهما لا يعتبران من الصدقة الجارية التي يدوم ثوابها للميت.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني