الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السبب والحكمة في نسبة الولد لأبيه

السؤال

السلام عليكم و رحمة اللهلماذا ينسب الابن وتنسب البنت لأبيهما وليس لأمهما؟ سؤال طرحته علي ابنتي التي لم تبلغ السادسة عشر بعد!! رجاء الإفادة جزاكم الله خيراً وعافاكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالأصل أن ينسب الولد - ذكراً أو أنثى - إلى أبيه - إن كان له أب - كما قال تعالى عن مريم: (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا...) [التحريم:12].
فنسبها الله تعالى إلى أبيها، ولم ينسبها إلى أمها، ونسب الله تعالى من لم يكن له أب إلى أمه، فقال سبحانه وتعالى عن عيسى عليه السلام: (وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ...) [المائدة:116].
وقال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في تحفة المودود: كما أنه - المولود - يدعى لأبيه لا لأمه فيقال: فلان ابن فلان، قال الله تعالى: (ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ) [الأحزاب:5].
وقد تشتهر بين الناس نسبة الولد إلى أمه لسبب ما، مثل: محمد بن الحنفية، وإسماعيل بن علية وغيرهما، ولكن على سبيل الندرة والتبع، والأصل نسبته إلى أبيه.
والحكمة من نسبة الولد إلى أبيه هي أن أباه هو القائم عليه، والمكلف بنفقته - إن كان فقيراً - والمتولي الدفاع عنه ونحو ذلك، ولذا كان من فقد أباه يسمى يتيماً، دون من فقد أمه فقط.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني