الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلاق الموسوس المغلوب على أمره غير نافذ

السؤال

إذا كان مريض الوسواس القهري مريضا بوسواس الطلاق ويوسوس له الشيطان أن كل كلمة هي طلاق منجز وهو حريص أشد الحرص على أن لا يتلفظ بصريح الطلاق أبدا ولم يتلفظ به، لكن عند ذهاب زوجته إلى أهلها قررت العزم على الطلاق وكنت أتمنى بشدة الطلاق وكل ذلك من باب الوعد به يعني لا أعرف هل سيتم أم لا؟ ومن الممكن أن لا أطلق أيضا لكن بوجود الرغبة هذه، والآن بوجود هذه الرغبة أصبح الشيطان يوسوس لي فعندما قلت لا ترجع إلى البيت إلا بشرط معين وأعرف أنني لا أستطيع أن أمنعها عنه وليس في نيتي شيء ـ لا تهديد ولا طلاق ولا غيرهما ـ وسوس لي الشيطان أنني علقت طلاقا على هذا الشرط فأصبح عندي خوف، لأنني مريض بالوسواس وليست عندي إرادة ولا نية، وبسبب اعتقادي أن كل كناية هي طلاق خفت فأصررت على عدم عودتها حتى لا يقع طلاقها عندي، مع أنها لو طلقت فهي رجعية، لكن وجود طلقة وهي عندي يزيد من القلق والوسواس ووجود طلقة، أو طلقتين يصيبني بالرعب بسبب مرضي هذا، والمهم الذي حصل أنه من الممكن أن أكون نويت الطلاق المعلق بسبب الخوف وبسبب الربكة من أن أكون علقته مثل شخص خائف أن يكسر نافذة دائما متخوف كلما يقترب منها يخاف كسرها فمع الربكة يكسرها وينوي كسرها مع أنه لا يريد كسرها هذا ما يحصل معي، مع أنني لم أكن راضيا قلبيا عن تعليق الطلاق، ولو أردت الطلاق فعلا أطلق في المحكمة فرجعت إلى البيت وتحقق الشرط الذي كنت خائفا منه وفي نفس الوقت قلت راجعتك إلى عصمتي خوفا أن يكون هناك طلاق لكن والله هذا الطلاق المعلق بالذات إذا كان معلقا هو بسبب الوسوسة فهل يكون معلقا هنا مع أنني كررت القول أكثر من مرة خوفا من رجعتها ووقع الطلاق عندي بسبب ماذكرت فهل يكون الطلاق معلقا هنا ووقع الطلاق أم ماذا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك, ونوصيك بالاستعانة بالله تعالى وسؤاله دفع هذا البلاء, فمن استعان بالله أعانه، وعليك بالرقية الشرعية, ولمزيد الفائدة فيما يتعلق بعلاج الوسواس القهري نرجو أن تطالع الفتوى رقم: 3086.
ثم اعلم أن الطلاق لا يقع مع الشك، فما دمت غير متيقن من تعليق الطلاق على رجوع زوجتك فلا تطلق إذا رجعت يضاف إلى ذلك أنك موسوس، وطلاق الموسوس المغلوب على أمره غير نافذ، قال الامام الشافعي في كتاب الأم: ومن غلب على عقله بفطرة خلقة، أو حادث علة لم يكن لاجتلابها على نفسه بمعصية لم يلزمه الطلاق ولا الصلاة ولا الحدود, وذلك مثل المعتوه والمجنون والموسوس والمبرسم, وكل ذي مرض يغلب على عقله ما كان مغلوبا على عقله. اهـ.

وللفائدة انظر الفتوى رقم : 105435.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني