الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية الاستغفار وأوقات الإجابة

السؤال

أريد أن أعرف كيفية الاستغفار الصحيحة وكم مرة يوميا؟ وهل عندما أستغفر لتحقيق شيء معين يخالف الشريعة أم لا؟ وأريد أوقات الدعاء المستجابة بإذن الله، وأفضل دعاء يدعو به المسلم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالاستغفار من أجل الطاعات وأفضل القربات، وكيفما استغفر العبد ربه فهو على خير، كأن يقول: أستغفر الله، أو يقول: رب اغفر لي، أو نحو ذلك، وسيد الاستغفار هو أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وليس للاستغفار قدر محدد ولا عدد معين من المرات، بل مهما أكثر العبد من الاستغفار كان ذلك خيرا له. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة. رواه البخاري. وعن الأغر بن يسار المزني رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه، فإني أتوب في اليوم مائة مرة. رواه مسلم.

ولا يضر الاستغفار بنية قضاء أمر معين مما يحبه العبد، فقد قال الله تعالى فيما أخبر به عن نوح عليه السلام: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا {نوح: 10،11}. ولتنظر الفتوى رقم: 123348.

وأما أوقات إجابة الدعاء فمن مظانها السجود، ودبر الصلوات المكتوبات، وثلث الليل الآخر، وبين الأذان والإقامة، وآخر ساعة بعد العصر من يوم الجمعة، ويوم عرفة، وليلة القدر، وعند الفطر من الصيام إلى غير ذلك من الأوقات التي دلت السنة على أن الدعاء فيها أرجى إجابة. ولتنظر الفتوى رقم: 2150.

والعبد يدعو بما يحتاج إليه من خير الدنيا والآخرة موقنا بإجابة الله تعالى له، والأحسن لزوم الأدعية الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم فإن فيها خيرا كثيرا.

وقد أوتي صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم واختصر له الكلام اختصارا، فأدعيته الجوامع فيها بركة عظيمة، وهي من أنفع وأفضل ما يدعو به العبد، ومن أجمع الأدعية لخير الدنيا والآخرة ما أخبر الله عن صالحي عباده أنهم يدعون به وهو قولهم: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني