الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يقع الطلاق إن طلقها بعد تهديدها بأن تضر بجنينها

السؤال

سيدي الكريم، أنا شاب جزائري متزوج منذ أربع سنوات، وأب لطفل وزوجتي حامل، ولقد حدث بيننا الكثير من المشاكل التي لا تطاق، علما سيدي الكريم أن الزوجة تعاني من مرض الأعصاب وتتعاطى الأدوية من قبل، وأنا لا أعلم بهذا الأمر بادي الزواج، المهم أن هذه المشاكل زد عليها مشاكل أسرتها التي تلاحقني أفقدتني صوابي وأدخلتني في متاهات الغضب الشديد إلى درجة الإحساس بالإغماء، وقد طلقتها طلقتين، ثم أرجعتها راجيا من الله أن تعود إلى رشدها، و تتدارك أخطاءها، لكن الحال لم يتغير، فبقيت على نشوزها وعدم طاعتها لي إلى أن حدث وأجبرتني على قول الطلقة الثالثة بعد شتمها واستفزازي وإثارة غضبي إلى حد كبير جدا، وتهديدي بأنها ستفعل أمورا تضر بها وبالجنين فنطقتها. وليكن في علمك سيدي الكريم أن جميع أقوال الطلاق التي قلتها كانت في حالة غضب. أرجو منك يا شيخ ان تفتني في أمري. جزاك الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلم أولا أن الغضب لا يمنع وقوع الطلاق ما لم يصل بصاحبه إلى درجة لا يعي فيها ما يقول، أو يقرب من ذلك. وقد سبق لنا بيان ذلك بالفتوى رقم: 1496. ومجرد تهديد الزوجة لزوجها بأنها ستفعل ما يضر بها وبجنينها لا يمنع من وقوع الطلاق ما لم يصل الأمر إلى الإكراه الملجئ، والذي قد سبق بيان ضابطه بالفتوى رقم: 111970. وبناء على هذا التفصيل يمكن تحديد ما وقع من هذه الطلقات الثلاث.

ففي الأمر خطورة كما ترى إذ من المحتمل أن زوجتك قد بانت منك بينونة كبرى، فننصحك بالمسارعة إلى مشافهة أحد العلماء عندكم أو مراجعة المحكمة الشرعية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني