الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أدعية مأثورة تعين على ترك العادة السرية

السؤال

أنا طالب في السنة الثانية من الطب، وعمري 18 عاما، ومعروف عند كل من يعرفني ـ دون افتخارـ بحسن الخلق واللطف، ولكن الكمال لله تعالى، بدأت مشكلتي مع العادة السرية، وأحيانا مشاهدة الصور الخليعة عندما كان عمري 11 سنة، وهي أول مرة أمارسها، لم أكن أعلم حكمها ولا أضرارها، واستمر بي الحال على ممارستها ثلاث سنوات ونصف بمعدل ثلاث مرات أسبوعيا على الأقل، وأقلعت عنها في منتصف السنة الأولى الثانوية، حيث بدأت الالتزام بالصلاة، ولم أمارسها مدة سنتين ونصف، ثم أدمنت عليها مرة أخرى، وبقيت على تلك الحال حتى أواخر السنة الأولى الجامعية، ومنذ ذلك الوقت وأنا أجاهد نفسي على قراءة القرآن يوميا، وسورة الكهف كل جمعة، وعلى صلاة الجماعة وأصلي على الأقل ثلاث صلوات في المسجد إلا في حالة السفر، ولا أصافح الفتيات إلا إذا بادرن للمصافحة، وأحاول ما استطعت عدم تتبع العورات في الشوارع، والابتعاد عن أماكن وجود الفتيات الكاسيات العاريات، ولم أعد أستمع للأغاني بكل أنواعها، ومع ذلك لم أقلع عنها بل أمارسها مرة في الشهر إلى يومنا هذا، وأحيانا أستمني بين صلاتين فأغتسل، ولكنني أستحيي من الذهاب إلى المسجد، وكل مرة أقوم بهذا الفعل الشنيع يلازمني الندم وشرود الذهن ليوم أو يومين إضافة إلى البكاء بعد القذف، خوفا من عذاب الله ومن أن يقبض روحي وأنا على فعلتي، أعلم أن ما أفعله خاطئ ولكن ما إن أبدأ أنقطع عن الوجود حتى يتم القذف، طالما بحثت عن مضارها وطرق الإقلاع لكنني لا أتجاوز شهرا من الصبر فأعود إليها وأعاود الندم مرة أخرى، في كل مرة أعقد العزم أن تكون الأخيرة لكنني لا أفلح، دلوني على دعاء ييسر به الله أمري ويغفر ذنبي ويهديني به ـ إن شاء الله ـ إلى صراطه المستقيم.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يوفقك لتجنب المنكرات، وأن يسددك للطاعة، وقد بينا تحريم العادة السرية وطريق الخلاص منها في الفتوى رقم: 7170.

ولا يجوز لك أن تصافح امرأة أجنبية عنك ولو كانت هي المبادرة بذلك، وقد سبق بيان حرمة المصافحة وأدلة التحريم في الفتوى رقم: 1025.

ونوصيك بالتضرع إلى الله، وعدم الإياس من التوبة، والحذر من استزلال الشيطان، فالطريق إلى ترك ذلك يسير على من يسره الله عليه، فاحذر اليأس وراجع للفائدة الفتويين رقم: 62121، ورقم: 272113.

ومن الأدعية المأثورة التي تناسب حالك: اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وإذا أردت بعبادك فتنة، فاقبضني إليك غير مفتون. رواه الترمذي، وصححه الألباني.

ودعاء: اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. رواه مسلم.

اللهم طهر قلبي وحصن فرجي. رواه أحمد.

اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي، ومن شر بصري، ومن شر لساني، ومن شر قلبي، ومن شر منيي. رواه أحمد وأصحاب السنن، وصححه الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني