الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضلالات وكفريات ابن عربي

السؤال

السلام عليكم
أريد رأيكم في ابن عربي، أنا احترت في هذا الرجل كثيراً، هل هو كافر وزنديق مثلما يقول شيخ الإسلام وابن حجر وابن خلدون والسبكي؟ أم هو من المجتهدين مثلما يقول آخرون؟ وهل اعتقاده في وحدة الوجود يكفي لتكفيره؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فابن عربي من أئمة الزيغ والضلال، وله كلمات وعبارات كفرية منها: حكمه بإيمان فرعون، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وهذا القول كفر معلوم فساده بالاضطرار من دين الإسلام، لم يسبق ابن عربي إليه فيما أعلم أحد من أهل القبلة، ولا من اليهود ولا من النصارى بل جميع أهل الملل مطبقون على كفر فرعون، وهذا عند الخاصة والعامة أبين من أن يستدل عليه بدليل، فإنه لم يكفر أحد بالله ويدعي لنفسه الربوبية والإلهية مثل فرعون. انتهى. وقال ابن دقيق العيد -وهو القائل في آخر عمره: لي أربعون سنة ما تكلمت بكلمة إلا وأعددت لها جواباً بين يدي الله تعالى. قال: سألت شيخنا سلطان العلماء عز الدين أبا محمد عبد العزيز بن عبد السلام السلمي الدمشقي عن ابن عربي قال: شيخ سوء كذاب يقول بقدم العالم ولا يحرم فرجاً. وقال ابن عبد السلام عن ابن عربي أيضاً: شيخ سوء مقبح كذاب، تذاكرنا يوماً بمسجد الجامع بدمشق التزويج بجواري الجن، فقال: هذا فرض محال لأن الإنس جنس كثيف والجن روح لطيف ولن يعلو الجسم الكثيف الروح اللطيف، ثم بعد قليل رأيته وبه شجة فسألته عن سببها، فقال: تزوجت امرأة من الجن ورزقت منها ثلاثة أولاد، فاتفق أن تفاوضنا فأغضبتها فضربتني بعظم حصلت منه هذه الشجة، فانصرفت فلم أرها بعد هذا. انتهى. وقال الذهبي: وممن أفتى بأن كتابه الفصوص فيه الكفر الأكبر قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة وقاضي القضاة سعد الدين مسعود الحارثي والعلامة زين الدين عمر بن أبي الحزم الكناني وجماعة سواهم. وقال ابن هشام الأنصاري النحوي: هذا الذي بضلاله ضلت أوائل مع أواخر، من ظن فيه غير ذا فلينأ عني فهو كافر، هذا كتاب فصوص الظلم ونقيض الحكم وضلال الأمم، كتاب يعجز الذام عن وصفه وقد اكتنفه الباطل من بين يديه ومن خلفه، لقد ضل مؤلفه ضلالاً بعيداً وخسرخسرناً مبيناً، لأنه مخالف لما أرسل الله به رسله وأنزل به كتبه وفطر عليه خليقته، وذلك أني لما وقفت على هذا الكتاب وجدته قد عقد لكل نبي من الأنبياء فصاً، فوقفت على فص نوح عليه السلام، فقال فيه: لو قال بدل قوله: اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً.. إلى آخر كلامه "ادعو ربكم ليكشف لكم الحجاب لأجابوه." انتهى. وقال الذهبي رحمه الله: ومن أمعن النظر في فصوص الحكم وأنعم التأمل لاح له العجب، فإن الذكي إذا تأمل من ذلك الأقوال والنظائر والأشباه فهو أحد رجلين: إما من الاتحادية في الباطن، وإما من المؤمنين بالله الذين يعدون هذه النحلة من أكفر الكفر، نسأل الله العافية وأن يكتب الإيمان في قلوبنا، وأن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، فوالله لأن يعيش المسلم جاهلاً خلف البقر، لا يعرف من العلم شيئاً سوى سور من القرآن يصلي بها الصلوات ويؤمن بالله واليوم الآخر خير له بكثير من هذا العرفان وهذه الحقائق، ولو قرأ مائة كتاب أو عمل مائة خلوة. وقد ألف ابن جماعة البقاعي مؤلفاً في تكفير ابن عربي سماه "تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي " وابن عربي قائل بوحدة الوجود الكفرية، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 11542. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني