الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرؤيا الصالحة لا تعدو أن تكون تبشيراً أو تذكيراً

السؤال

تنتشر بين الناس عادة إرسال الرسائل عبر الجوالات؛ وكان من بينها: رؤيا صالحة لأهل الخليج؛ اقرأ سورة الأنعام
ونبهني أحد الإخوة الصالحين بقوله: الرؤيا لا ينبني عليها حكم شرعي
فهل كلامه صحيح ؟؟
الرجاء الإفادة ؛ وجزيتم خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الرؤيا ليست بمصدر شرعي يعتمد عليه، وتبنى عليه الأحكام، والرؤيا إذا كانت صالحة لا تعدو أن تكون مبشرة ومنذرة، توقظ صاحبها من غفلته، وتؤدي به إلى طريق التوبة. فقد حكى الإمام النووي في شرح مسلم عن القاضي عياض في الاحتجاج بما يراه النائم في منامه قوله: أنه لا يبطل بسببه -أي المنام- سنة ثبتت، ولا يثبت به سنة لم تثبت، وهذا بإجماع العلماء. وقال النووي: وكذا قال غيره من أصحابنا وغيرهم، فنقلوا الاتفاق على أنه لا يغير بسبب ما يراه النائم ما تقرر في الشرع. انتهى وقال النووي أيضاً في المجموع: لو كانت ليلة الثلاثين من شعبان ولم ير الناس الهلال، فرأى إنسان النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال له: الليلة أول رمضان لم يصح الصوم بهذا المنام، لا لصاحب المنام ولا لغيره. انتهى. والرؤيا الصالحة حق، غير أنها لا تعدو أن تكون من المبشرات، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لم يبق من النبوة إلا المبشرات قالوا: وما المبشرات قال: الرؤيا الصالحة. متفق عليه. وقد تكون سبباً في يقظة صاحبها من غفلته ومدعاة لتوبته، كما وقع لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه رأى في المنام كأن ملكين أخذاه فذهبا به إلى النار! يقول رضي الله عنه: فإذا هي مطوية كطي البئر، وإذا لها قرنان، وإذا فيها أناس قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار. قال: فلقينا ملك آخر، فقال لي: لم ترع. فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل، فكان بعد لا ينام من الليل إلا قليلاً. متفق عليه. فالرؤيا يمكن أن يستأنس بها، ولكنها ليست مصدرا لتلقي الأحكام، فتبين من هذا أن قراءة سورة الأنعام في كارثة تنزل بالأمة لا تثبت بدليل شرعي، بل على المسلمين أن يعتصموا بحبل الله، وأن يتخذوا الوسائل المشروعة التي أرشد الله تعالى إليها من أجل الحصول على أسباب القوة. كما ينبغي للمسلم أن لا يكون وسيلة لإشاعة الخرافات، وعليه أن يتثبت مما يحدث به، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كفى بالمرء إثماً أن يحدِّث بكل ما سمع. رواه مسلم. ويمكن الرجوع إلى الجوابين التاليين:10835، 11052. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني