الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من تعظيم المساجد إبعاد القمامة عنها

السؤال

هذا سؤال هام وعاجل وليس شخصيا وإنما يخص المساجد:
تم بناء مسجد جديد في قريتي، ولكن المشكلة أنهم لم يختاروا المكان جيدا، فالمسجد أمامه مباشرة من الجهة الأخرى للشارع (على بُعد أقل من 5 متر) يوجد مقلب للقمامة؛ حيث يلقي كل يوم المئات، وربما آلاف من الناس قمامتهم هناك منذ سنين، ثم تأتي عربات الحكومة لتأخذ بعضها، وتترك الباقي ليكون بؤرة من القمامة والنفايات، وأنا رأيت أن هذا أمر سيء حيث فلا ينبغي أن يوجد مثل هذا أمام المسجد، ففكرت في حل ولكن الحلول التي وصلت لها بعضها لا أظن أنه سينفع فمثلا: أكاد أجزم أنني لو عرضت على الناس تغيير مكان المسجد سيرفضون بشدة (وهذا ما حدث بالفعل وهم يقولون: نحن بالكاد بنيناه، وهذا سبب غير هام)، وإذا حاولت تغيير مكان القمامة فهذا صعب، وقد تحدثت مع بعض الناس ولا أظن أننا سنتمكن من ذلك لأننا محصورون بين عامة الناس الذين لا يبالون بشيء، ومهما فعلت لهم فلن يتوقفوا عن إلقاء القمامة هناك، وبين الحكومة التي بالطبع لن تفيدنا في شيء، وهذا لا أحتاج لشرحه، وبالتالي لم أجد أي حل حازم، ولكني وجدت حلا وسطا وهو أن نقوم بالاتفاق مع سائق عربة القمامة التابع للحكومة؛ ليقوم بحمل القمامة كلها كل يوم عدة مرات بحيث لا يتبقى إلا أشياء بسيطة، ومقابل ذلك نعطيه مالا خاصا من عندنا غير ما تعطيه الحكومة، وأيضا نحاول أن نجعل الناس يلقون القمامة بعيدا قليلا عن المسجد .
وهنا الأسئلة:
هل إذا حاولت فعل ما ذكرته يكون علي تقصير؟
هل اتفاقنا مع سائق العربة لا يجوز حيث إنه سيستخدم العربة وأدوات ليست ملكه مقابل مال زائد عن مرتبه؟ ولكن ينبغي الانتباه أن هذا عمله أصلا، وأن المفروض عليه أن يقوم بإزالة كل القمامة وتنظيف الشوارع بدون أي مال زائد، ولكن طبعا بسبب الإهمال والتقصير وسوء الإدارة من الكبير والصغير في شركة النظافة تظل الشوارع مليئة بالقمامة، ومهما قمت بشكاوى فلن يحل الأمر.
أخيرا: هناك أمر أظنه وسوسة، ولكن أريد التأكد: تعلمون أن كثيرا من الناس في هذا الزمان لا يبالون بأمر الأوراق المكتوب فيها ذكر الله ويلقون بكل الأوراق في القمامة، فهل إذا قمت أنا بما سبق ذكره من الإعانة في التخلص من القمامة الموجودة أمام المسجد يكون علي إثم، علما بأنني لا أجزم بوجود أوراق بها ذكر في تلك القمامة، ولكنه احتمال كبير كمسألة نجاسة طين الشوارع؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فشكر الله لك اهتمامك وتعظيمك لشأن المسجد، ووجود القمامة أمام المسجد حقيق بأن يستقبح ويغيَّر، فمن الحسن أن تسعى مع أهل المسجد في تغيير مكان القمامة إلى مكان بعيد عن المسجد إن استعطتم إلى ذلك سبيلا، وإلا فحاولوا قدر الإمكان ألا تتجمع القمامات وتكثر، وأن تزال بصورة سريعة. وعلى كل حال: فلا يجب عليك التخلص من تلك القمامة يوميا.

وأما الاتفاق مع العامل على الصورة التي ذكرتها، فينبغي أن يكون هذا بالتنسيق مع جهة عمله, والأصل أنه لا يجوز له أخذ شيء زائد على راتبه ما دام ما تريدونه، إنما هو من عمله الواجب.

وأما قضية الأوراق: فهي -كما ذكرت- مجرد وسوسة لا ينبغي الالتفات إليها، وانظر الفتوى رقم: 325360.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني