الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من أنواع التعاون على الربا

السؤال

أنا موظف بإحدى الدوائر الحكومية وأشتغل بقسم شؤون الموظفين ونظراً لأن المصارف عندنا تتعامل بالربا من حيث القروض الممنوحة للمواطنين أو السلف المقدمة للموظفين، ولأنه في بعض الأحيان يرغب الموظفون بالحصول على سلفة من المصرف فيبلغهم المصرف بضرورة إحضار رسالة من جهة العمل تفيد حصول الموظف على سلفة ورسالة أخرى بتعهد بعدم نقل أو قفل حساب الموظف إلا بعد الرجوع للمصرف الممنوحة منه السلفة ونظراً لطبيعة عملي أقوم بسحب هذه الرسائل من جهاز الحاسوب وأقدمها لمديري مدير إدارة الشؤون الإدارية ليوقع عليها . سؤالي هو : هل علي ذنب في ذلك خصوصا وأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال " لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه " فهل أعتبر ممن قال عنهم الرسول وهل أعتبر كاتبا لربا . مع العلم بأنني لا أوقع على هذه الرسالة مهمتي تقتصر على سحب الرسالة من جهاز الحاسوب فقط ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمما لا شك فيه حرمة الربا ووجوب الابتعاد عنه. قال الله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ {البقرة: 278 ـ 279 } وقال صلى الله عليه وسلم : درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشد عند الله من ستة وثلاثين زنية . رواه أحمد والطبراني عن عبد الله بن حنظلة ، بسند صحيح . وقال عبد الله بن سلام رضي الله عنه : الربا اثنان وسبعون حوبا أصغرها كمن أتى أمه في الإسلام ، ودرهم من الربا أشد من ست وثلاثين زنية . وهو موقوف صحيح كما ذكره المنذري في الترغيب والترهيب .

وإن مجرد قيامك بسحب تلك الرسائل من جهاز الحاسوب وتقديمها للمدير ليوقع عليها بدون أن تكون أنت من كتبها لا يعتبر كتابة للربا الذي ورد لعن صاحبه ، ولكنه يعتبر نوعا من التعاون على هذا الإثم الشنيع ، وهذا النوع من التعاون وإن لم يكن كتابة في الواقع فإنه قد لا يقل إثمه عن إثم الكتابة، إضافة إلى أن فيه تعاونا على الإثم والله يقول : وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة: 2}

وعليه فواجبك هو أن تتوب إلى الله مما كنت تقوم به ، وتبتعد عن سحب مثل تلك الرسائل التي كنت تقدمها إلى المدير .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني