حكم بناء قبة المسجد

11-10-2001 | إسلام ويب

السؤال:
هل قبة المسجد بدعة كما يقول السلفية؟ نرجو أن يكون الجواب في أسرع وقت ممكن مع تزويدنا بالمعلومات الكافية والأدلة المقنعة.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فقد أرشدنا الله -سبحانه وتعالى- إلى عمارة المساجد فقال: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ ‏وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ* رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ‏ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ‏[النور:36،37] وقال سبحانه: إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ ‏الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ‏‏[التوبة:18]‏.

والعمارة تنتظم الحسية بالبناء، والمعنوية بالعبادة. غير أنه قد ورد النهي عن زخرفتها ‏والتباهي بها، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما أمرت بتشييد المساجد. رواه أبو ‏داود من حديث ابن عباس، والتشييد هو الطلاء بالشيد وهو الجص.

قال القرطبي: قال ابن عباس: (لتزخرفنها كما زخرفت اليهود ‏والنصارى). اهـ.

وعن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه- وسلم قال: إن من ‏أشراط الساعة أن يتباهى الناس في المساجد. رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه.‏

أما بناء (قبة) للمسجد؛ فإن كان من أجل الإضاءة والتهوية فلا حرج فيه، إذ لم يرد ما ‏يدل على المنع منه، والأصل في الأشياء الإباحة، وإنما ينبغي الحذر من بنائها على وجه ‏الإسراف أوالمباهاة، وإن كان بناؤها على وجه التعبد واعتقاد السنية، فإنه يعد بدعة ‏محدثة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. ‏رواه البخاري ومسلم.‏

والله أعلم.‏

www.islamweb.net