الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم نطلع على الكتاب المذكور لإبداء الرأي فيه، ومثل هذه الكتب التي تشتمل على الأدعية ينبغي النظر فيها؛ فليس كل الكتب يوثق بمؤلفيها وما وضع فيها من الأدعية، ولابد أن تكون تلك الكتب صادرة عن موثوقين يعتنون بالسنة والرواية، ويهتمون بالعقيدة، ولا يضعون في تلك الكتب إلا ما وافق الكتاب والسنة.
وكون الأدعية ليست مسندة كلمة مجملة، فإن كان يقصد بأنها غير صحيحة كأن تكون مكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أو تحتوي على بدع ومخالفات، فلا يجوز لك توزيع هذا الكتاب، وإن كان يقصد أن المؤلف لم يبين من أين أخذ هذه الأدعية مع كونها لا تحتوي على مخالفات شرعية أو أحاديث مكذوبة أو بدع فلا بأس حينئذ من توزيعها، وبإمكانك مراجعة هذا الإمام إن كان من طلبة العلم لتستفسر عن قصده، وتعطي له هذه النسخ ليوزعها ولك أجر من عمل بما فيها من خير وإن لم توزعها بنفسك، أو ادفعها إلى أحد العلماء أو طلبة العلم ليرى ما يصنع فيها.
فإن لم تجد من يخبرك بحال الكتاب المذكور، فلا يجوز لك توزيعه، بل يجب التثبت من صحة ما ورد فيه حتى لا تعبدوا الله على جهل وضلال وبدع، وفي الكتب الصحيحة التي ألفها من يوثق بعلمهم وأمانتهم ودينهم ما يغني عن ذلك، فالرجوع إليها هو المتعين.
فاترك ما عندك من نسخ الكتاب لحين تبين أمرها أو أرجعها لمن أعطاك ما دمت لا تستطيع تمييز ما فيها، ففي صحيح مسلم عن أبي مسعود الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من دل على خير فله مثل أجر فاعله. والله يؤجرك على نيتك، فقد عزمت على فعل خير وحال بينك وبينه عذر فلك أجر ما نويت، والله الموفق.
ولمزيد من الفائدة تراجع الفتويين : 20355، 60180.
والله أعلم.