الحجر على الشقيق المدمن الذي ينفق ماله في المسكرات

29-10-2009 | إسلام ويب

السؤال:
أخي مدمن منذ مدة طويلة وتسبب في أن تترك أمي وأخي بلدنا ويعيشوا في بلد آخر بسبب مشاكله معهم، وتوفيت أمي بعد ما تركت البلد بثلاثة شهور وتركت له شقة ليقيم فيها وبعض الأثاث وباع كل شيء فيها حتى باب الشقة والصنابير لم يترك غير البلاط، وتركت هذه الشقة وهي موجودة في عماره تملكها الأم وبعد الوفاة تحايل عليه إخوتي وعملوا توكيلا عاما، وأخذوا توقيعا منه أنه متنازل عن نصيبه في التركة بدون أن يقرأ الورق والله يعلم أننا عملنا هذا لمصلحته وفى ضميرنا أن نصون حقه وأن لا يعمل لنا مشاكل لأنه يمكن أن يبيع نصيبه لتاجر مخدرات أو أن ينفق نصيبه على المخدرات، وأفهمناه أن والدتي كتبت المنزل باسمي حتى لا يبيع البيت مع أنه في حالة بيعه سوف يأخذ نصيبه كاملا، وحتى لا تحدث مشاكل مع السكان مع ذلك كل يوم يحدث مشكلة معهم ويطلب مني أن أطردهم من البيت،مع العلم أنه هو المشاكس منذ سنة كسبت أمي قضية كانت أقامتها قبل الوفاة ضد جهة عملها عن باقي مستحقاتها واستلمت المبلغ نصيب أخي بموجب التوكيل واشترينا له بعض الأشياء، وسددنا مبلغا للمحامي، القضية كانت عليه وباقي المبلغ أخذ أخي باقي نصيبه وأنا أخذت جزءا منه لأنه يأتي عندي وكلما أتى أعطيه مبلغا منه وأكتبه، مع العلم أني صرفت نصيبه الذي معي ولكني كلما أتى أعطيه مبلغا ليس كبيرا حتى لا يشرب بها، و في الفترة الأخيرة تسبب في مشاكل بيني وبين زوجي وطردته من المنزل لأنه يأتي شاربا وتسبب في فضائح لنا مع الجيران، وكلما يأتي يطلب مني أن أطرد السكان من منزلنا لأنه لا يريدهم وكل ما يأتي يكون شاربا وأطرده لأن زوجي عيرني به وأولادي يخافون منه لأنه يكون في حاله مخيفة ويكون خطرا لأنه حاول أكثر من مرة أن يطعن أخي الأكبر بالسكين حتى ترك له البلد خوفا منه وأخي الآخر في بلد آخر، كان دائم السرقة لأمي من أموال وحاجات من المنزل ومن ذهب لأنه وصل لمرحلة صعبة. حاولنا أن نعالجه وبعد وفاة أمي أخذه إخوتي معهم في بلدهم ولكن لم يوافق أن يبقى معهم خاف أن نبيع البيت بدون علمه وعندما يكون شاربا يهذى بأفكار غريبة ويتخيل أمورا غير صحيحة ويتهمنا بأشياء غير صحيحة. والآن ماذا أعمل معه كيف أعطيه أمواله؟ وماذا أقول له ونحن كنا محتفظين بها له لو احتاج علاجا احتاج أي شيء ولو أخذها مرة واحدة سوف يشرب بها، ويمكن أن تتسبب في وفاته لأنه يشرب بمقادير صغيرة ولكن عندما يكون معه فلوس سوف يكون أكثر عداوة ويشرب بشراهة، إنه أكثر شيء يشربه الدواء الحبوب وهو يشرب كل شيء ويكون في حالة عدوانية ويمكن أن يرتكب جريمة ويكون في حالة هلوسة وتهيؤات غير صادقة. ما الحل معه وماذا أفعل بأمواله؟ وهل نخبره بأن له نصيبا في البيت ومن حقه أن يبيع في أي وقت مع العلم أنه لو عرف سوف يبيع البيت في نفس اليوم بأي ثمن وليس معنا أموال نشترى نصيبه ؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن ما يفعله أخوكم من إنفاق ماله في هذه المنكرات والموبقات نوع من أنواع السفه وعدم الرشد.

 يقول ابن قدامة: قال أكثر أهل العلم: الرشد الصلاح في المال، والإنسان إذا كان ينفق ماله في المعاصي كشراء الخمر وآلات اللهو، أو يتوصل به إلى الفساد، فهو غير رشيد لتبذيره ماله، وتضييعه إياه في غير فائدة. انتهى.

وحق السفيه أن يحجر عليه حتى لا يضيع ماله, لكن أمر الحجر مرده إلى القاضي لأنه يحتاج إلى نظر واجتهاد, ولا يجوز أن يوكل إلى آحاد الناس وإلا عمت الفوضى بين الخلق وانتشر الظلم وسارع كل من لا يتقي ربه إلى الحجر على من شاء من خصومه وغيرهم بحجة السفه وعدم الرشد.

وما قمت به من أخذ أموال أخيك وإعطائها له بقدر ما تقتضيه مصلحته لا شك أنه مصلحة له, ولكن فيه أيضا مظنة مفسدة ذلك أنه لو قدر موتك مثلا فإن ماله سيضيع ويرثه أولادك نظرا لأنه بحوزتك ومثبت باسمك في الأوراق الرسمية .

ولذا فإنا نرى أن ترفعي أمره إلى القضاء وتثبتي سفهه لدى القاضي عندها سيعيِّن القاضي عليه وصيا يحفظ له ماله, وبذا تتحقق مصلحة حفظ ماله حالا ومآلا.

وراجعي في ذلك الفتاوى التالية: 754863768314929.

والله أعلم.

www.islamweb.net