أمور تعين على الثبات على طريق التوبة

24-12-2009 | إسلام ويب

السؤال:
عصيت الله ـ ٌزنيت، كذبت، خنت، ارتكبت من السيئات ما يخجلني من الله ـ قلبي يعتصر ألما على كل ما فعلته ولم أكن من المحافظات في عدة أشياء، فما هي كفارتي؟ وماهي طريقة نجاتي؟ وأملي في رحمة ربي كبير، فما العمل للنجاة من النار، وللهروب من الشيطان إلى الأبد؟.
كفاكم الله شر المعاصي.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فباب التوبة مفتوح - ولله الحمد - للزاني وغيره ما لم يصل العبد إلى حال الغرغرة، قال تعالى: إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ {البقرة:222}.

وقال سبحانه: أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ {التوبة:104}.

وقال سبحانه: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ* وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ {الزمر:53-54}.

قال ابن كثير ـ رحمه الله تعالى: هذه الآية الكريمة دعوة لجميع العصاة من الكفرة وغيرهم إلى التوبة والإنابة وإخبار بأن الله يغفر الذنوب جميعاً لمن تاب منها ورجع عنها، وإن كانت مهما كانت وإن كثرت وكانت مثل زبد البحر.

انتهى..

وقد سبق الكلام بالتفصيل عن شروط التوبة الصادقة وعلاماتها في الفتوى رقم: 5450.

ومما يعينك على الثبات على طريق التوبة ما يلي:

1- كثرة الدعاء واللجوء إلى الله جل وعلا، فإن الله سبحانه يجيب دعوة المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.

2ـ الإكثار من الأعمال الصالحة المكفرة ـ خصوصاً الصلاة والذكر والصدقة ـ فقد قال الله جل وعلا: وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ {هود:114}.

وفي صحيح الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن.

حسنه الألباني.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدقة السر تطفئ غضب الرب.

3ـ البعد عن دواعي الذنب وأسبابه واجتناب مواطنه وأهله.

4ـ تجنب أصدقاء السوء من شياطين الإنس، فإنهم أضر شيء على دين المرء ودنياه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل.

رواه أبو داود وغيره، وحسنه الألباني.

قال في عون المعبود: على دين خليله ـ أي على عادة صاحبه وطريقته وسيرته.

وروى البخاري ومسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك: إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحاً خبيثة.

وكلنا يعلم كيف كان لأصدقاء السوء دور كبير في موت أبي طالب على الكفر مع ما كان عليه في حياته من محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ونصرة له، جاء في تفسير ابن كثير: لما حضرت أبا طالب الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية، فقال: أي عم، قل: لا إله إلا الله، كلمة أحاج لك بها عند الله عز وجل، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب، أترغب عن ملة عبد المطلب؟ قال: فلم يزالا يكلمانه حتى قال آخر شيء كلمهم به: على ملة عبد المطلب.

5ـ البحث عن صحبة طيبة من ذوات الدين والخلق، ليكن عوناً لك على طاعة الله سبحانه والقيام بأوامره.

6ـ السعي في الزواج ولو بعرض نفسك على بعض الصالحين، فلا حرج في ذلك، واكتمي ما سلف منك من ذنوب ولا تطلعي عليه أحدا ـ كائناً من كان ـ زوجاً أو غيره.

والله أعلم.

www.islamweb.net