من حق الزوجة على زوجها أن يصونها ولا يسيء الظن بها

17-5-2010 | إسلام ويب

السؤال:
كنت أعمل بعيدا عن زوجتي، وكنت لا أبيت عندها إلا في عطلات الأسبوع، يوما ما وأنا عندها رن الهاتف برقم مجهول حوالي التاسعة والنصف ليلا، فقلت لها أجيبي فقالت أنا لا أجيب عن المكالمات المجهولة، فحملت أنا السماعة فكان رجلا نرويجيا-فنحن نقيم في النرويج-ألقى علي التحية ثم أقفل الخط! فقلت لها هذا نرويجي والنرويجي لا يتصل هكذا وحسب، فقالت لي لا أدري لا أدري،.. فكظمت غيظي وتناسيت الأمر، وبعد مرور سنتين تقريبا كنت في بيتها، فأردت أن أستعمل الأنترنت فوجدت بريدها الإلكتروني مفتوحا فمال في نفسي أن أتفحص الرسائل الواردة والمرسلة، فوجدت رسائل غرامية بينها وبين محامٍ نرويجي! لكن تاريخها كان قبل زواجي بها. فخطرت في بالي فكرة أن أفتح بريدا إلكترونيا باسم ذلك الرجل بحيث يظهر الاسم في بريدها مطابقا لاسم ذاك الرجل، وكتبت لها رسالة باسمه أطمئن فيها عن حالها، فأجابت ثم الثانية فأجابت، ثم الثالثة طلبت فيها أن ألقاها، والذي ظهر فيما بعد أنها ذهبت إلى مكتبه للُقياه!!!. المهم الآن سيدي الفاضل أننا في مرحلة إجراءات الانفصال ما أريده فضيلة الشيخ هل الذي حدث منها يعتبر خيانة زوجية أم لا؟ وهل يحق لي شرعا أن أحلفها بالله على المصحف-أو على طريقة الملاعنة- إذا ما كانت على صداقة وتواصل معه وهي على ذمتي أم لا؟.


الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأصل في المسلم السلامة، فلا يجوز أن يحمل أمره على غير ذلك من غير بينة، فإن الله تعالى يقول:  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات: 12}.

فأنت هنا قد ظننت بزوجتك سوءا ثم حققت، فترتب على ذلك تجسسك عليها وخداعك لها، وربما جرها إلى أسباب الفتنة.

ولو أنك اتقيت الله واتبعت الهدي الشرعي لما حدث ما حدث، أخرج عبد الرزاق في المصنف عن: معمر عن إسماعيل بن علية رفعه: ثلاث لا يسلم منها أحد: الطير والظن والحسد. قيل: فما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: إذا تطيرت فلا ترجع، وإذا ظننت فلا تحقق، وإذا حسدت فلا تبغ.

 وهذا الحديث في سنده مقال، ولكن ذكر ابن حجر في الفتح أن له شاهدا من حديث أبي هريرة في شعب الإيمان للبيهقي.

 فعلى كل حال ليس هنالك ما يثبت أن زوجتك قد وقعت في شيء مما يسمى بالخيانة الزوجية.

  
 ومن حقوق المرأة على زوجها صيانتها وحفظها من كل ما يخدش شرفها ويمتهن كرامتها، ويعرض سمعتها لقالة السوء، ولكن لا ينبغي أن يسرف في تقصي حركاتها وسكناتها لغير ريبة، ولا أن يسيء الظن بها ، لما يجر له ذلك من عواقب وخيمة على العلاقة الزوجية.

 وكان الأولى بك بدلا مما فعلت أن تحسن تربيتها على الإيمان، وأن تحرص على صيانتها، وأن تجنبها كل ما قد يقودها إلى الفتن، ومن ذلك أن تحرص على إقامة أهلك معك حيث تقيم، خاصة وأنكم في بلد تكثر فيه الفتن وتتيسر أسبابها. وهذا ما ندعوك إلى فعله الآن نعني أمر تربيتها وحسن توجيهها.

 ولا يجوز لك أن تسألها عما إذا كانت على علاقة مع هذا الرجل أو غيره، فضلا عن أن تطلب منها توثيق اليمين بوضع اليد على المصحف. فننصحك بأن تمسك عليك زوجك وأن تحسن عشرتها.

 والله أعلم.

www.islamweb.net