معنى التنكيس وحكم قراءة أول البقرة بعد قراءة سورة الناس في الصلاة

6-6-2010 | إسلام ويب

السؤال:
ما هو التنكيس وهل إذا قرأ الصلي سورة الناس ثم سورة البقرة يعتبر ذلك تنكيسا؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالتنكيس في القراءة معناه أن يقرأ سورة ثم يقرأ التي قبلها في ترتيب مصحف عثمان رضي الله عنه، وهذا التنكيس مختلف في حكمه فمن العلماء من ذهب إلى كراهته ومنهم من قال بأنه مباح لكن الأولى تركه.

 وقال النووي في شرح مسلم نقلا عن عياض: ولا خلاف في أنه يجوز للمصلي أن يقرأ في الركعة الثانية سورة قبل التي قرأها في الأولى، وإنما يكره ذلك في ركعة ولمن يتلو خارج الصلاة، وأباحه آخرون وحملوا التنكيس المنهي عنه على من قرأ من آخر السورة إلى أولها، ولا خلاف أن ترتيب الآيات توقيفي. انتهى.

وقال ابن قاسم في حكم التنكيس: أما السور فقيل يكره وذلك كأن يقرأ أَلَمْ نَشْرَحْ ثم بعدها الضحى في ركعة أو ركعتين، لما روي عن ابن مسعود فيمن يقرأ القرآن منكسا، قال: ذلك منكوس القلب، وعنه: لا يكره، اختاره غير واحد لقراءته عليه الصلاة والسلام النساء قبل آل عمران، واحتج أحمد بأن النبي صلى الله عليه وسلم تعلمه على ذلك ولأن ترتيبها بالاجتهاد في قول جمهور العلماء، فيجوز قراءة هذه قبل هذه، وكذا في الكتابة، ولهذا تنوعت مصاحف الصحابة، لكن لما اتفقوا على المصحف في زمن عثمان صار هذا مما سنه الخلفاء الراشدون ودلت السنة على أن لهم سنة يجب اتباعها. انتهى.

ومن قرأ بسورة الناس في الركعة الأولى فقد استحب له العلماء أن يقرأ أول البقرة في الركعة الثانية لأنها آخر المصحف والبقرة أوله فكأنها تليها بهذا المعنى.

 قال النووي في المجموع: قال أصحابنا: والسنة أن يقرأ على ترتيب المصحف متواليا فإذا قرأ في الركعة الأولى سورة قرأ في الثانية التي بعدها متصلة بها، قال المتولي: حتى لو قرأ في الأولى قل أعوذ برب الناس يقرأ في الثانية من أول البقرة، ولو قرأ سورة ثم قرأ في الثانية التي قبلها فقد خالف الأولى ولا شيء عليه. انتهى.

وبهذا يتضح لك أن قراءة أول البقرة بعد قراءة سورة الناس ليس من التنكيس المختلف فيه.

والله أعلم.

www.islamweb.net