مذاهب العلماء في تقسيم الآيات

10-4-2002 | إسلام ويب

السؤال:
أريد أن أعرف منكم هل تختلف روايات القرآن الكريم من حيث بداية الآية ونهايتها؟ وكذلك دمج آيتين في آية واحدة مثلا هل تختلف الروايات في كون أن الآية الأولى من سورة البقرة هي بسم الله الرحمن الرحيم: ألم (1) وعلى هذا النحو مع أي آية أخرى؟
أفيدوني أفادكم الله، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالقرآن كلام الله المحفوظ من الزيادة والنقصان، قال تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر:9].

والذي حدث الخلاف فيه بين العلماء إنما هو في تقسيم الآيات، مثال ذلك قوله تعالى: صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7].

فمن العلماء من جعلها آية واحدة، ومنهم من جعلها آيتين، وسبب الخلاف في هذه الآية مبني على اختلافهم في البسملة: أهي آية من الفاتحة أم لا؟ مع اتفاقهم على أن عدد آيات الفاتحة سبع، فالذين ذهبوا إلى أن البسملة آية من الفاتحة -وهم الشافعية- جعلوا قوله تعالى: صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ... إلى آخر الفاتحة آية واحدة.

والذين ذهبوا إلى أن البسملة ليست آية منها جعلوا الآية السابعة آيتين، وإلى هذا ذهب جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والحنابلة، وعدد آي القرآن ستة آلاف ومائتا آية وكسر، وهذا محل اتفاق مع وجود الخلاف في مبلغ الكسر كم هو؟ وانظر في ذلك الفتوى: 3635.

وسبب هذا الاختلاف هو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقف على رؤوس الآي تعليماً لأصحابه أنها رؤوس آي، حتى إذا علموا ذلك وصل الآية بما بعدها طلباً لتمام المعنى، فيظن بعض الناس أن ما وقف عليه النبي صلى الله عليه وسلم ليس فاصلة فيصلها بما بعدها، معتبراً أن الجميع آية واحدة، والبعض يعتبرها آية مستقلة، فلا يصلها بما بعدها.

وقد علمت أن الخطب في ذلك سهل، لأنه لا يترتب عليه في القرآن زيادة ولا نقص.

والله أعلم.

www.islamweb.net